للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو الثَّور الوحشيُّ، و «غالِب» بالمُعجَمة وكسر اللَّام، و «فِهْر» بكسر الفاء وسكون الهاء؛ وهو من الحجارةِ الطَّويلُ والأملسُ، قيل: واسمه قريشٌ، وهو أبو قريشٍ، ومن (١) لم يكن من ولده فليس بقرشيٍّ، وقال آخرون: أصل قريشٍ النَّضر، محتجِّين بحديث الأشعث بن قيسٍ الكنديِّ قال: قدمت على رسول الله في وفد كندة فقلت: ألستم منَّا يا رسول الله؟ قال: «لا، نحن بنو النَّضر بن كنانة لا نقفو أمَّنا ولا ننتفي من أبينا» ذكره أبو عمر، وزاد في رواية أبي نُعيمٍ في «الرِّياضة»: قال أشعث: والله لا أسمع أحدًا نفى قريشًا من النَّضر بن كنانة إلَّا جلدته، وقيل: فهرٌ اسمه، وقريشٌ لقبه، ونقل الزُّبير عن الزُّهريِّ أنَّ أمَّه سمَّته قريشًا وسمَّاه أبوه فهرًا، و «النَّضْر» بفتح النُّون وسكون الضَّاد المُعجَمة، وسُمِّي به لوضاءته وجماله وإشراق وجهه (بْنِ كِنَانَةَ) بلفظ وعاء السِّهام (بْنِ خُزَيْمَةَ) بضمِّ الخاء وفتح الزَّاي المعجمتين، مُصغَّرًا (بْنِ مُدْرِكَةَ) بضمِّ الميم وسكون الدَّال المُهمَلة وكسر الرَّاء (بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ) بكسر الهمزة وسكون اللَّام، «إفعالٌ» من قولهم: «أَلْيَسَ» للشُّجاع الذي لا يفرُّ قاله ابن الأنباريِّ، وقال غيره: هو بهمزة وصلٍ، وهو ضدُّ الرَّجاء، و «مُضَر» بضمِّ الميم وفتح الضَّاد المُعجَمة، قيل: وسُمِّي به؛ لأنَّه كان يحبُّ شرب اللَّبن الماضر وهو الحامض، أو لأنَّه كان يمضر القلوب بحسنه وجماله (بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ) بكسر النُّون وفتح الزَّاي وبعد الألف راءٌ، من النَّزر وهو القليل، وقال أبو الفرج الأصبهانيُّ: لأنَّه كان فريد قومه، و «مَعَدّ» بفتح الميم والعين وتشديد الدَّال المهملتين، و «عدنان» بوزن «فَعْلان» من العدن، وقد روى أبو جعفر بن حبيبٍ في تاريخه «المُحبَّر» من حديث ابن عبَّاسٍ قال: «كان عدنان ومَعَدٌّ وربيعة ومُضَر وخزيمة وأسدٌ على ملَّة إبراهيم، فلا تذكروهم إلَّا بخيرٍ» وروى الزُّبير بن بكَّارٍ من وجهٍ آخر قويٍّ (٢) مرفوعًا: «لا تسبُّوا مضر ولا ربيعة فإنَّهما كانا مسلمين»، وله شاهدٌ عند ابن حبيبٍ من مُرسَل سعيد بن المُسيَّب. وقد اقتصر البخاريُّ من هذا النَّسب الشَّريف على عدنان؛ لِمَا وقع من الاختلاف فيمن بين عدنان وبين إبراهيم الخليل (٣)، وفيمن بين إبراهيم وآدم، وأخرج ابن سعدٍ عن ابن عبَّاسٍ : «أنَّ النَّبيَّ كان إذا انتسب لم يجاوز في نسبه معدَّ بن عدنان»، وقالت عائشة : «ما وجدنا من يعرف ما وراء عدنان إلى ما وراء قحطان»


(١) في (ب) و (س): «فمن».
(٢) «قويٍّ»: ليس في (ص) و (م).
(٣) «الخليل»: ليس في (ص).

<<  <  ج: ص:  >  >>