للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الهمزة إناءٌ صغيرٌ من جلدٍ تُتَّخذ (١) للماء، ولأبي ذرٍّ «الإدَاوةَ» (لِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ، فَبَيْنَمَا) بالميم (هُو يَتْبَعُهُ بِهَا، فَقَالَ) : (مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: ابْغِنِي) بهمزة وصلٍ، من الثُّلاثيِّ، ولأبي ذرٍّ: بقطعٍ، أي: اطلب لي (أَحْجَارًا أَسْتَنْفِضْ) بكسر الفاء والجزم جوابًا للأمر: أستنجِ (بِهَا، وَلَا تَأْتِنِي بِعَظْمٍ وَلَا بِرَوْثَةٍ. فَأَتَيْتُهُ بِأَحْجَارٍ أَحْمِلُهَا فِي طَرَفِ ثَوْبِي حَتَّى وَضَعْتُ) بحذف المفعول، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ «وضعتها» (إِلَى جَنْبِهِ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ) من حاجته (مَشَيْتُ مَعَهُ، فَقُلْتُ) له: يا رسول الله (مَا بَالُ العَظْمِ وَالرَّوْثَةِ؟ قَالَ) : (هُمَا مِنْ طَعَامِ الجِنِّ، وَإِنَّهُ أَتَانِي وَفْدُ جِنِّ نَصِيبِينَ) بفتح النُّون وكسر الصَّاد المهملة بعدها تحتيَّتان ساكنتان بينهما مُوحَّدةٌ مكسورةٌ آخره نونٌ؛ بلدةٌ مشهورةٌ بالجزيرة (٢)، وقال السَّفاقسيُّ: بالشَّام، قال في «الفتح»: وفيه تجوُّزٌ فإنَّ الجزيرة بين الشَّام والعراق (وَنِعْمَ الجِنُّ، فَسَأَلُونِي الزَّادَ) يحتمل أن يكون وقع في هذه اللَّيلة، أو فيما مضى (فَدَعَوْتُ اللهَ لَهُمْ أَلَّا يَمُرُّوا بِعَظْمٍ وَلَا بِرَوْثَةٍ (٣) إِلَّا وَجَدُوا عَلَيْهَا طَعَامًا) ولأبي ذرٍّ عن المُستملي والكُشْميهَنيِّ «طُعْمًا» بضمِّ الطَّاء وسكون العين من غير ألفٍ، والذي تحصَّل من الأخبار: أنَّ وفادة الجنِّ عليه مرَّاتٌ: ببطن نخلة وهو يقرأ القرآن ﴿فَلَمَّا حَضَرُوهُ (٤) قَالُوا أَنصِتُوا﴾ [الأحقاف: ٢٩] وكانوا سبعةً: أحدهم زوبعة، وبالحجون، وأخرى ببقيع الغَرْقَد، وفي هذه اللَّيالي حضر ابن مسعودٍ وخطَّ عليه، وخارج المدينة وحضرها الزُّبير بن العوَّام، وفي بعض أسفاره حضرها بلال بن الحارث.


(١) في (ب) و (س): «يُتَّخذ».
(٢) في (ص): «بالجنِّ».
(٣) في (ب) و (س): «روثةٍ»، والمثبت موافقٌ لما في «اليونينيَّة».
(٤) في (م): «سمعوه».

<<  <  ج: ص:  >  >>