للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على معنى (١) الامتنان عاد ذمًّا على صاحبه؛ لأنَّ المنَّة تهدم الصَّنيعة، و «أبا بكرٍ» بالنَّصب على ما لا يخفى (وَلَو كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِي) أرجعُ إليه في المهمَّات، وأعتمد عليه في الحاجات (لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ) خليلًا، ولكنَّ ملجئي واعتمادي في جميع الأحوال إلى الله تعالى (إِلَّا) بالتَّشديد (خُلَّةَ الإِسْلَامِ) استدراكٌ عن مضمون الجملة الشَّرطيَّة وفحواها، كأنَّه قال: ليس بيني وبينه خُلَّةٌ ولكن أخوَّة الإسلام، نفى (٢) الخلَّة المنبئة عن الحاجة، وأثبت الإخاء المقتضي للمساواة (لَا يَبْقَيَنَّ) بفتح التَّحتيَّة وسكون المُوحَّدة وفتح القاف والتَّحتيَّة وتشديد النُّون (فِي المَسْجِدِ خَوْخَةٌ) بمُعجَمتين مفتوحتين بينهما واوٌ ساكنةٌ: بابٌ صغيرٌ، وكانوا قد فتحوا أبوابًا في ديارهم إلى المسجد فأمر رسول الله (٣) بسدِّها كلِّها (إِلَّا خَوْخَةُ أَبِي بَكْرٍ) تكريمًا له وتنبيهًا على أنَّه الخليفة بعده، أو المراد المجاز، فهو كنايةٌ عن الخلافة وسدِّ أبواب المقالة دون التَّطرُّق، ورجَّحه الطِّيبيُّ محتجًّا بأنَّه لم يصحَّ عنده أنَّ أبا بكرٍ كان له بيتٌ بجنب المسجد، وإنَّما كان منزله بالسُّنح من عوالي المدينة.

وهذا الحديث مرَّ في «كتاب الصَّلاة» [خ¦٤٦٦] وغيره.


(١) «معنى»: ليس في (ص) و (م).
(٢) في (م): «من»، ولعلَّه تحريفٌ.
(٣) «رسول الله»: ليس في (ب) و (ص).

<<  <  ج: ص:  >  >>