للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ساكنةٌ، ولم يَذكر له وجه مقصده لأنَّه كان كافرًا فـ (قَالَ) له (ابْنُ الدَّغِنَةِ: فَإِنَّ (١) مِثْلَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ لَا يَخْرُجُ) بفتح أوَّله وضمِّ ثالثه، من الخروج (وَلَا يُخْرَجُ) بضمٍّ ثمَّ فتحٍ، من الإخراج (إِنَّكَ) وللمُستملي والكُشْميهَنيِّ «أنت» (تَكْسِبُ المَعْدُومَ) بفتح تاء «تَكسب» أي: تعطي النَّاس ما لا يجدونه عند غيرك، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ «المُعْدِم» بضمِّ الميم وكسر الدَّال من غير واوٍ (وَتَصِلُ الرَّحِمَ) أي: القرابة (وَتَحْمِلُ الكَلَّ) بفتح الكاف وتشديد اللَّام، الذي لا يستقلُّ بأمره، أو الثِّقل (وَتَقْرِي الضَّيْفَ) بفتح الفوقيَّة من الثَّلاثيِّ (٢) (وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ) أي: حوادثه، فوَصَفَهُ بمثل ما وصفتْ خديجة به النَّبيَّ ، وهو يدلُّ على اشتهار أبي بكرٍ بالصِّفات البالغة أنواع الكمال (فَأَنَا لَكَ جَارٌ) أي: مجيرٌ أمنع من يؤذيك (ارْجِعْ) ولأبي ذرٍّ «فارجع» (وَاعْبُدْ رَبَّكَ بِبَلَدِكَ) مكَّة (فَرَجَعَ) أبو بكرٍ (وَارْتَحَلَ مَعَهُ ابْنُ الدَّغِنَةِ) إلى مكَّة (فَطَافَ ابْنُ الدَّغِنَةِ عَشِيَّةً فِي أَشْرَافِ قُرَيْشٍ، فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَا يَخْرُجُ مِثْلُهُ) من وطنه باختياره على نيَّة الإقامة مع ما فيه من النَّفع المتعدِّي لأهل بلده (وَلَا يُخْرَجُ) بضمِّ أوَّله وفتح ثالثه، لا يُخرِجه أحدٌ بغير اختياره لما ذُكِر (أَتُخْرِجُونَ رَجُلًا) استفهامٌ إنكاريٌّ (يَكْسِبُ المَعْدُومَ) وللكُشْمِيهَنِيِّ «المُعدِم» (وَيَصِلُ الرَّحِمَ، وَيَحْمِلُ الكَلَّ، وَيَقْرِي الضَّيْفَ، وَيُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ؟! فَلَمْ تُكَذِّبْ قُرَيْشٌ بِجِوَارِ ابْنِ الدَّغِنَةِ) بكسر الجيم أي: لم تردَّ عليه قوله في جوار أبي بكرٍ ، فأطلق التَّكذيب وأراد لازمه؛ لأنَّ كلَّ من كذَّبك فقد ردَّ قولك (وَقَالُوا لاِبْنِ الدَّغِنَةِ: مُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيَعْبُدْ) عطفٌ على محذوفٍ تقديره: مُرْ أبا بكر لا يتعرَّض إلى شيءٍ، وليُبعِد من جاء له، فليعبد (رَبَّهُ فِي دَارِهِ، فَلْيُصَلِّ فِيهَا وَلْيَقْرَأْ مَا شَاءَ، وَلَا يُؤْذِينَا بِذَلِكَ) الذي يقرؤه ويتعبَّد به (وَلَا يَسْتَعْلِنْ بِهِ) بل يخفيه (فَإِنَّا نَخْشَى أَنْ يَفْتِنَ) -بكسر التَّاء- بذلك (نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا، فَقَالَ ذَلِكَ) القول الذي قالوه (ابْنُ الدَّغِنَةِ لأَبِي بَكْرٍ، فَلَبِثَ أَبُو بَكْرٍ بِذَلِكَ) أي: مكث على ما شرطوا عليه (يَعْبُدُ رَبَّهُ فِي دَارِهِ، وَلَا يَسْتَعْلِنُ بِصَلَاتِهِ، وَلَا يَقْرَأُ فِي غَيْرِ دَارِهِ) قال الحافظ ابن حجرٍ : ولم يقع


(١) في (ص): «إنَّ»، والمثبت موافقٌ لما في «اليونينيَّة».
(٢) في (ص): «الثَّاني»، وهو تحريفٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>