للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فَأَتَيْنَاهَا وَلَهَا شَيْءٌ مِنْ ظِلٍّ، قَالَ) أبو بكرٍ رضي الله تعالى عنه: (فَفَرَشْتُ لِرَسُولِ اللهِ فَرْوَةً) من جلدٍ (مَعِي، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ ، فَانْطَلَقْتُ أَنْفُضُ مَا حَوْلَهُ) من الغبار (فَإِذَا أَنَا بِرَاعٍ قَدْ أَقْبَلَ فِي غُنَيْمَةٍ) بضمِّ الغين المُعجَمة وفتح النُّون، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي «في غُنَيمته» بفوقيَّةٍ بعد الميم (يُرِيدُ مِنَ الصَّخْرَةِ مِثْلَ الَّذِي أَرَدْنَا) منها من الظِّلِّ (فَسَأَلْتُهُ: لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلَامُ؟ فَقَالَ: أَنَا لِفُلَانٍ، فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ لَهُ: هَلْ أَنْتَ حَالِبٌ؟) أي: أُذِن لك أن تحلب لمن يمرُّ بك على سبيل الضِّيافة (قَالَ: نَعَمْ، فَأَخَذَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: انْفُضِ الضَّرْعَ) من الأوساخ (قَالَ: فَحَلَبَ كُثْبَةً) بكافٍ مضمومةٍ فمُثلَّثةٍ ساكنةٍ فمُوحَّدةٍ، قطعةً (مِنْ لَبَنٍ) قدر ملء القدح (وَمَعِي إدَاوَةٌ) بكسر الهمزة، وعاءٌ من جلدٍ (مِنْ مَاءٍ عَلَيْهَا) ولأبي ذرٍّ: «وعليها» (خِرْقَةٌ قَدْ رَوَّأْتُهَا لِرَسُولِ اللهِ ) براءٍ مفتوحةٍ فواوٍ مُشدَّدةٍ مفتوحةٍ فهمزةٍ ساكنةٍ ففوقيَّةٍ فهاءٍ، أي: تأنَّيت بها حتَّى صلحت، تقول: روَّأت (١) الأمر إذا نظرت فيه ولم تعجل، وقال في «النِّهاية»: الصَّواب ترك الهمزة، أي: شددتها بالخرقة وربطتها عليها، يُقال: رويت البعير -مُخفَّف الواو- إذا شددت عليه بالرِّواء -بكسر الرَّاء- وقال الأزهريُّ (٢): الرِّواء: الحبل الذي يُروى به على البعير، أي: يشدُّ به المتاع عليه، وقال الكِرمانيُّ: «روَّأتها»: جعلت فيها الماء لرسول الله (فَصَبَبْتُ عَلَى اللَّبَنِ) من الإداوة (حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ) بفتح المُوحَّدة والرَّاء (ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ فَقُلْتُ) له: (اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَشَرِبَ رَسُولُ اللهِ حَتَّى رَضِيتُ) أي: طابت نفسي بكثرة شربه (ثُمَّ ارْتَحَلْنَا وَالطَّلَبُ) بفتح الطَّاء واللَّام بعدها مُوحَّدةٌ (فِي إِثْرِنَا) بكسر الهمزة وسكون المُثلَّثة، ولأبي ذرٍّ «في أَثَرنا» بفتحهما (٣).


(١) في (ص): «تروَّأت».
(٢) في (م): «الزُّهريُّ»، وهو تحريفٌ.
(٣) في (م): «بفتحاتٍ»، ولا يصحُّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>