الزُّبَيْرِ) بن العوام (ثَلَاثُ ضَرَبَاتٍ) بفتح الراء، كالضَّاد (بِالسَّيْفِ؛ إِحْدَاهُنَّ فِي عَاتِقِهِ) ما بين عُنُقه ومنكبه، وقد سبقَ في «مناقبِ الزُّبير»[خ¦٣٧٢١] من طريقِ ابنِ المبارك عن هشامِ بن عروةَ: إنَّ الضَّربات الثَّلاث كنَّ في عاتقهِ، وكذا في الرِّواية اللَّاحقةِ [خ¦٣٩٧٥](قَالَ) عروةُ: (إِنْ كُنْتُ لأُدْخِلُ أَصَابِعِي فِيهَا) ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ «فيهنَّ» واللام في «لأدخل» للتَّأكيد (قَالَ) عروة: (ضُرِبَ) بضم أوله مبنيًّا للمفعول (ثِنْتَيْنِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَوَاحِدَةً يَوْمَ اليَُرْمُوكِ) بفتح التَّحتية وقد تضم وسكون الراء وضمِّ الميم وبعد الواو الساكنة كاف، موضعٌ بين أذرعاتٍ ودمشقَ، كانت به وقعةٌ عظيمةٌ في خلافةِ عمر رضي الله تعالى عنه بين المسلمين والروم، وكان أميرُ المسلمين أبو عُبيدة ابنُ الجرَّاح، وأمير الروم من قبل هِرَقل باهانَ -بالموحدة أو الميم- الأَرْمني، سنة خمس عشرة بعد فتحِ دمشق، وقيل: قبلهُ سنة ثلاث عشرة، واستشهدَ فيها من المسلمين أربعةُ آلاف، وقُتلَ من الروم زهاءَ مئة ألف وخمسة آلاف، وأُسرَ أربعون ألفًا، وكان في المسلمين من البَدْريِّين مئة رجلٍ.
(قَالَ عُرْوَةُ) بالسَّند السَّابق: (وَقَالَ لِي عَبْدُ المَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ حِينَ قُتِلَ) أخي (عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ) أي: وأخذ الحجَّاج ما وجدَ له، فأرسلَهُ إلى عبد الملك، وكان من جملتهِ سيفه، وخرجَ عروةُ إلى عبد الملك بالشَّام (يَا عُرْوَةُ، هَلْ تَعْرِفُ سَيْفَ الزُّبَيْرِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَمَا فِيهِ؟ قُلْتُ: فِيهِ فَلَّةٌ) بفتح الفاء واللام المشدَّدة (فُلَّهَا) بضم الفاء وفتح اللام مشدَّدة مبنيًّا للمفعول، والضمير «للفَلَّة» أي: كُسرت قطعة من حدِّه (يَوْمَ) وقعة (بَدْرٍ. قَالَ) عبدُ الملك: (صَدَقْتَ) ثمَّ قال ما هو مشهورٌ للنَّابغة الذُّبياني (١): (بِهِنَّ فُلُولٌ) بضم الفاء واللام مخففة،