للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جَنْبٍ كَانَ لِلَّهِ (١) مَصْرَعِي. وَذَلِكَ) أي: القتل (فِي ذَاتِ الإِلَهِ) أي: في وجههِ تعالى، وطلب رضاه وثوابه (وَإِنْ يَشَأْ. يُبَارِكْ عَلَى) وفي نسخة «في» (أَوْصَالِ شِلْوٍ) بكسر المعجمة وسكون اللام، أي: جسدٍ (مُمَزَّعِ) بالزاي، مقطَّع. والبيتان من قصيدةٍ ذكرها ابنُ إسحاق أوَّلها (٢):

لقد جَمَّعَ الأحزابُ حَوْلي وألَّبُوا … قبائلَهُم واستَجْمَعُوا كُلَّ مَجْمعِ

وقدْ قرَّبوا أبناءَهُم ونسَاءَهُم … وقُرِّبتُ مِن جِذْعٍ طَويلٍ مُمنَّعِ

وكلُّهمُ يُبْدي العَدَاوةَ جَاهِدًا … عليَّ لأنِّي في وثَاقٍ بمَضْيَع

إلى اللهِ أشكُو غُرْبتي بعدَ كُرْبتي … ومَا جَمَّعَ الأَحْزابُ لي عندَ مَصْرَعي

فذَا العَرْشِ صَبِّرْني على ما أَصَابَني … فقد بَضَّعوا لَحْمِي وقدْ ضلَّ مَطْمَعي

وذلكَ في ذاتِ الإلَهِ وإنْ يَشَأ … يُبَاركْ عَلى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمزَّعِ

وقدْ عَرَّضُوا بالكُفْر والموْتُ دُوْنه … وقدْ ذَرَفتْ عَيْنايَ من غيرِ مَدْمَعِ

ومَا بِي حِذَارُ الموْتِ إِنِّي لميِّتٌ … ولكنْ حِذَارِي حرَّ نارٍ مُلَفَّع

فلسْتُ بمبدٍ للعَدوِّ تخشُّعًا … ولَا جَزَعًا إنِّي إِلى اللهِ مَرجِعِي

وذلِكَ فِي ذَاتِ الإِلَه وإِنْ يَشَأ … يُبَارِك عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ ممزَّعِ (٣)

(ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ) إلى خُبَيْبٍ (أَبُو سِرْوَعَةَ) بكسر السين المهملة وسكون الراء وفتح الواو والعين المهملة. وبفتح السين لأبي ذرٍّ والأَصيليِّ عن الحَمُّويي والمُستملي (عُقْبَةُ بْنُ الحَارِثِ فَقَتَلَهُ، وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ سَنَّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ قُتِلَ صَبْرًا) أي: مصبورًا؛ يعني: محبوسًا للقتل (الصَّلَاةَ) وإنَّما صار ذلك سنَّة؛ لأنَّه فُعِلَ في حياتهِ فاستحسنَهُ وأقرَّه (وَأَخْبَرَ


(١) في (ص) و (م): «في الله».
(٢) في (م) زيادة: «يقول».
(٣) سقط هذا البيت من (س) وجاء: «فلست أبالي حين أقتل … إلى آخره».

<<  <  ج: ص:  >  >>