٤٠٤٣ - وبه قال:(حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ) بضم العين (بْنُ مُوسَى) بنِ باذامَ الكُوفيُّ (عَنْ إِسْرَائِيلَ) بنِ يونُس (عَنْ) جدِّه (أَبِي إِسْحَاقَ) عَمرو بنِ عبد اللهِ السَّبيعِيِّ (عَنِ البَرَاءِ) بن عازبٍ (﵁) أنَّه (قَالَ: لَقِينَا المُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ) أي: يومَ أُحُد، وكانوا ثلاثةَ آلافِ رجلٍ ومعهُم مئتا فارسٍ، وجعَلُوا على الميمنَةِ: خالدَ بنَ الوليدِ، وعلى الميسرَةِ: عكرمةَ بنَ أبي جَهلٍ، وعلى الخيلِ: صفوانَ بن أميَّة، أو عَمرو بنَ العاصِ، وعلى الرُّماة: عبدَ الله بن ربيعَةَ، وكان فيهم: مئةُ رامٍ، وكان المسلمون معَ رسولِ الله ﷺ سبع مئة، وفرسهُ ﵊، وفرسُ أبي بُردةَ بن نيار (وَأَجْلَسَ النَّبِيُّ ﷺ) بفتح الهمزة واللام (جَيْشًا مِنَ الرُّمَاةِ) بضم الراء، بالنبل وكانوا خمسينَ رجلًا (وَأَمَّرَ) بتشديد الميم (عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللهِ) بنَ جُبير بن النُّعمان أخَا بني عَمرو بنِ عَوفٍ (وَقَالَ: لَا تَبْرَحُوا) من مكانِكُم، وفي روايةِ زهيرٍ في «الجهادِ»[خ¦٣٠٣٩]«حتَّى أرسلَ إليكُم» وعندَ ابنِ إسحاق: «فقالَ: انضحِ الخيلَ عنَّا (١) بالنبل لا يأتونَنَا من خلفِنا، إن كانتْ لنا أو علينا فاثْبت مكانكَ» (إِنْ رَأَيْتُمُونَا ظَهَرْنَا عَلَيْهِمْ) غلبناهُم (فَلَا تَبْرَحُوا) من مكانِكُم (وَإِنْ رَأَيْتُمُوهُمْ) يعني: المشركين (ظَهَرُوا عَلَيْنَا فَلَا تُعِينُونَا).
وعند ابنِ سعدٍ في «الطبقات»: وكان أوَّل من أنشبَ الحربَ بينهم: أبو عامرٍ الفاسق، طلعَ في خمسينَ من قومِهِ، فنادَى: أنا أبُو عامر، فقال المسلمون: لا مرحبًا بكَ ولا أهلًا يا فاسق، فقال: لقَد أصابَ قومِي بعدي شرٌّ، ومعهُ عَبيدُ قُريش، فترَامَوا بالحجارةِ هم والمسلمونَ حتَّى ولَّى أبو عامرٍ وأصحابُهُ، وجعلَ نساءُ المشركين يضرِبْنَ بالدُّفُوفِ والغَرَابيلِ، ويحرِّضْنَ ويُذكِّرْنَهم قتلى بدرٍ ويقُلْنَ: