للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رَسُولَ اللهِ ) أي: طلبوا منهُ المَدد (عَلَى عَدُوٍّ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ «على عدوِّهم» وهذا وهمٌ كما قاله الدِّمياطيُّ؛ لأنَّ بَني لَِحْيان ليسوا أصحابَ بئرِ مَعُونة، وإنَّما هم أصحابُ الرَّجيع الذين قتلوا عاصِمًا وأصحابهُ وأسروا خُبيبًا، وكذا قوله: رِعلًا وذَكْوان وعُصيَّة وَهْم أيضًا، وإنَّما أتاهُ أبو براءٍ كما مرَّ، لكن قال الحافظُ ابن حجرٍ: إنَّ ما (١) في هذهِ الرِّواية هنا (٢)، وما في «الجهادِ» [خ¦٣٠٦٤] من وجهٍ آخرَ عن سعيدٍ، عن قَتَادة يردُّ على مَن قال: إنَّ رواية قَتادة وهمٌ، وقالَ في «المصابيحِ»: وهذا في الحقيقةِ انتقادٌ على أنس بنِ مالكٍ ، فإنَّ طريقَ الرِّوايةِ إليهِ بذلك صحيحةٌ لا مقالةَ فيهَا (فَأَمَدَّهُمْ بِسَبْعِينَ مِنَ الأَنْصَارِ، كُنَّا نُسَمِّيهِمُ القُرَّاءَ) لكثرةِ قراءتِهم (فِي زَمَانِهِمْ، كَانُوا يَحْتَطِبُونَ) يجمعونَ الحطبَ، ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ «يَحْطِبُون» (بِالنَّهَارِ وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ) وكان أميرهُم المنذرُ بنُ عمروٍ السَّاعدي، فانطلقوا (حَتَّى كَانُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قَتَلُوهُمْ وَغَدَرُوا بِهِمْ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ ) ذلك (فَقَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو فِي) صلاةِ (الصُّبْحِ عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ أَحْيَاءِ العَرَبِ، عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ وَبَنِي لَِحْيَانَ) فشركَ بينَ القاتِلين هنا وبينَ غيرهِم في الدُّعاء؛ لأنَّ خبرَ بئر مَعونة وخبرَ أصحابِ الرَّجيع جاءا إليه في ليلةٍ واحدةٍ، وعند ابنِ سعدٍ: ودعا رسولُ الله على قَتَلتهم بعد الرَّكعة في الصُّبح: «اللَّهم اشدُد وطأتكَ على مُضرٍ، اللَّهم سنينَ كسنيِّ يُوسف، اللَّهم عليكَ ببنِي لَِحيانَ وعَضَلٍ والقَارَةِ ورِعلٍ وذَكوانَ وعُصيَّةَ، فإنَّهم عصَوا اللهَ ورسولهُ» ولم يجدْ رسولُ الله على قَتلى ما وجدَ على قَتلى بئرِ مَعُونة.

(قَالَ أَنَسٌ: فَقَرَأْنَا فِيهِمْ قُرْآنًا، ثُمَّ إِنَّ ذَلِكَ) القرآن (رُفِعَ) أي: نُسخت تِلاوته (بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا أَنَّا (٣) لَقِينَا رَبَّنَا، فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا) وعندَ ابنِ سعدٍ: أنَّه لَمَّا أُحِيط بهم قالوا: اللَّهمَّ إنَّا لا نجدُ مَنْ يبلِّغ رسولكَ عنَّا السَّلام غيركَ، فأقرئهُ منَّا السَّلام، فأخبرَهُ جبريلُ بذلكَ، فقال: «وعليهم السَّلام».

(وَعَنْ قَتَادَةَ) بالسَّند السَّابق (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ) ، أنَّه (٤) (حَدَّثَهُ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ


(١) «ما»: ليس في (م) و (د).
(٢) في (ص): «إن هذه الرواية».
(٣) في (ب) و (س) زيادة: «قد».
(٤) «أنه»: ليست في (ص).

<<  <  ج: ص:  >  >>