للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَشَأْنِي فِي نَفْسِي كَانَ أَحْقَرَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللهُ فِيَّ بِأَمْرٍ، وَلَكِنْ) بتخفيف النون ساكنة، ولأبي ذرٍّ «ولكنِّي» بتشديدها مكسورةً بعدها تحتية (كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللهِ فِي النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِي اللهُ بِهَا، فَوَاللهِ مَا رَامَ) بالراء وألف بعدها ثم ميم، ما فارق (رَسُولُ اللهِ مَجْلِسَهُ، وَلَا خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ البَيْتِ، حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ) الوحيُ (فَأَخَذَهُ) (مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ البُرَحَاءِ) بضم الموحدة وفتح الراء والحاء المهملة ممدودًا: من الشِّدةِ من ثقلِ الوحي (حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ) بالمثناة الفوقية، ولابنِ عساكر «لينْحَدِرُ» بنون ساكنة بدل الفوقية، أي: لينصَبُّ (مِنْهُ مِنَ العَرَقِ مِثْلُ الجُمَانِ) بضم الجيم وتخفيف الميم مفتوحة، اللُّؤلؤ (وَهْوَ فِي يَوْمٍ شَاتٍ، مِنْ ثِقَلِ القَوْلِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ) صلوات الله وسلامه عليه (قَالَتْ: فَسُرِّيَ) بضم السين وتشديد الراء مكسورة، أي: أزيلَ وكُشِفَ (عَنْ رَسُولِ اللهِ وَهْوَ يَضْحَكُ، فَكَانَتْ أَوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا أَنْ قَالَ: يَا عَائِشَةُ أَمَّا اللهُ) بفتح الهمزة وتشديد الميم (فَقَدْ بَرَّأَكِ) ممَّا نُسِبَ إليكَ بما أوحاهُ الله إليَّ من القرآنِ (قَالَتْ: فَقَالَتْ لِي أُمِّي) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي «أمِّي لي» بالتَّقديم والتَّأخير: (قُومِي إِلَيْهِ) زادَه اللهُ شرفًا وكرمًا لديه (فَقُلْتُ (١): وَاللهِ لَا أَقُومُ إِلَيْهِ، فَإِنِّي) بالفاء، ولابنِ عساكر «وإنِّي» (لَا أَحْمَدُ إِلَّا اللهَ ﷿ الَّذي أنزلَ براءتي (قَالَتْ: وَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ﴾ [النور: ١١] العَشْرَ الآيَاتِ) ثبُتَ قولهُ: «﴿عُصْبَةٌ مِّنكُمْ﴾» لأبي ذرٍّ وابنِ عساكرٍ (ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ هَذَا فِي بَرَاءَتِي) وتابَ إلى اللهِ من كانَ تكلَّم فيَّ من المؤمنين، وأقيمَ الحدُّ على من أُقيمَ عليه.

(قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ) وسقط لفظُ «الصدِّيق» لأبي ذرٍّ (-وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ) إذ كان ابن خالةِ الصِّدِّيق (وَفَقْرِهِ-: وَاللهِ لَا أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا، بَعْدَ الَّذِي قَالَ لِعَائِشَةَ مَا قَالَ. فَأَنْزَلَ اللهُ: ﴿وَلَا يَأْتَلِ﴾) ولا يحلف (﴿أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ﴾) أي: الطَّول والإحسانِ والصَّدقةِ (إِلَى قَوْلِهِ: ﴿غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [النور: ٢٢]) فكما تَغْفر يُغْفر لك (قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ) سقط لفظُ «الصِّدِّيق» لأبي ذرٍّ: (بَلَى وَاللهِ، إِنِّي لأُحِبُّ (٢) أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لِي. فَرَجَعَ)


(١) في (س) زيادة: «لا».
(٢) في (م): «أحب».

<<  <  ج: ص:  >  >>