وَالمُشْرِكُونَ) أي: في خيبرَ، كما في حديثِ أبي هريرة اللَّاحق لهذا الحديث [خ¦٤٢٠٣] (فَاقْتَتَلُوا، فَلَمَّا مَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِلَى عَسْكَرِهِ) أي: رجعَ بعد فراغِ القتال في ذلك اليوم (وَمَالَ الآخَرُونَ) أهل خيبر (إِلَى عَسْكَرِهِمْ، وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ ﷺ رَجُلٌ) قيل: هو قُزْمان -بضم القاف وسكون الزاي- الظَّفَريُّ -بفتح المعجمة والفاء- نسبة لبني ظَفَر، بطنٌ من الأنصارِ، وكنيتهُ: أبو الغَيْداقِ -بغين معجمة مفتوحة فتحتية ساكنة آخره قاف- (لَا يَدَعُ لَهُمْ) أي: لا يترك لليهودِ نسمة (شَاذَّةً) بشين وذال مشددة معجمتين، الَّتي تكونُ مع الجماعةِ ثمَّ تفارقهم (وَلَا فَاذَّةً) بالفاء والمعجمة المشددة أيضًا، الَّتي لم تكن اختلَطَتْ بهم أصلًا، والمعنى: أنَّه لا يرى نسمةً منهم (إِلَّا اتَّبَعَهَا) بتشديد الفوقية (يَضْرِبُهَا (١) بِسَيْفِهِ) يقتلها (فَقِيلَ) وللأَصيلي «فقالوا»، ولابنِ عساكرٍ وأبي الوقتِ وأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي «فقال» ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ «فقلت» قال في «الفتح»: فإن كانت هذه محفوظةً فالقائلُ سهل بن سعد السَّاعدي (مَا أَجْزَأَ) بجيم وزاي، أي: ما أغنى (مِنَّا اليَوْمَ أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فُلَانٌ) هو على سبيل المبالغة، فقد كان في القوم من كان فوقهُ في ذلك (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: أَمَا) بالتخفيف، استفتاحيَّة فتكسر الهمزة من قوله: (إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ) لنفاقه باطنًا، وعند الطَّبرانيِّ من حديث أكثم الخُزاعيِّ: قلنا: يا رسول الله، إذا كان فلانٌ في عبادتهِ واجتهاده ولينِ جانبه في النَّار فأينَ نحن؟ قال: «ذلك أخباثُ النِّفاق» (فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ) هو أكثمُ بن أبي الجَوْنِ الخزاعيُّ: (أَنَا صَاحِبُهُ) أي: لأتبعنَّه، كما في الرِّواية الأخرى [خ¦٤٢٠٧] (قَالَ: فَخَرَجَ مَعَهُ كُلَّمَا وَقَفَ وَقَفَ مَعَهُ، وَإِذَا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ. قَالَ: فَجُرِحَ الرَّجُلُ) قُزْمان (جُرْحًا شَدِيدًا، فَاسْتَعْجَلَ المَوْتَ؛ فَوَضَعَ سَيْفَهُ بِالأَرْضِ وَذُبَابَهُ) بمعجمة مضمومة، أي: طرفه (بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ تَحَامَلَ) مالَ (عَلَى سَيْفِهِ) زاد أكثمُ: «حتَّى خرجَ من ظهرهِ» (فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ) الذي اتَّبعه (إِلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ. قَالَ) ﷺ: (وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: الرَّجُلُ الَّذِي ذَكَرْتَ آنِفًا) بمدِّ الهمزة وكسر النون، أي: الآن (أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ) الَّذي قلته (فَقُلْتُ: أَنَا لَكُمْ بِهِ) أتبعهُ حتَّى أرى ما له (فَخَرَجْتُ فِي طَلَبِهِ، ثُمَّ جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ المَوْتَ، فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ فِي الأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عِنْدَ ذَلِكَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الجَنَّةِ -فِيمَا يَبْدُو) يظهر (لِلنَّاسِ- وَهْوَ مِنَ أَهْلِ النَّارِ،
(١) في (ص): «ليضربها».
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute