للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تَرَكـ) نِي من التَّركِ، كذا في الفَرْع كأصلهِ مصحَّحًا عليه مع حذف المفعول. وقال في «فتح الباري» وغيرِه «بركَ» كذا بالموحدة للأكثر، ولبعضهم بالمثناة (فَتَحَلَّلَ، وَدَفَعْتُهُ ثُمَّ قَتَلْتُهُ، وَانْهَزَمَ المُسْلِمُونَ وَانْهَزَمْتُ مَعَهُمْ) أي: غير النَّبيِّ ومن معه (فَإِذَا بِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ فِي النَّاسِ) الَّذين لم ينهزموا (فَقُلْتُ لَهُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ؟ قَالَ: أَمْرُ اللهِ) أي: هذا حكمه (ثُمَّ تَرَاجَعَ النَّاسُ) الَّذين انهزموا (إِلَى رَسُولِ اللهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : مَنْ أَقَامَ بَيِّنَةً عَلَى قَتِيلٍ قَتَلَهُ فَلَهُ سَلَبُهُ) قال أبو قتادةَ: (فَقُمْتُ لأَلْتَمِسَ بَيِّنَةً عَلَى قَتِيلِي، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا يَشْهَدُ لِي فَجَلَسْتُ، ثُمَّ بَدَا) أي: ظهرَ (لِي، فَذَكَرْتُ أَمْرَهُ لِرَسُولِ اللهِ . فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: سِلَاحُ هَذَا القَتِيلِ الَّذِي يَذْكُرُ) أبو قتادةَ، ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ «الَّذي ذكره» (عِنْدِي فَأَرْضِهِ مِنْهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ) (كَلَّا) بكاف ولام مشددة، حرفُ ردعٍ (لَا يُعْطِهِ) أي: السَّلب (أُصَيْبِغَ مِنْ قُرَيْشٍ) بضم الهمزة وفتح الصاد المهملة وسكون التحتية وكسر الموحدة بعدها غين معجمة، وصفه بالعجزِ والهوانِ تشبيهًا بالأُصَيْبِغ (١)؛ وهو نوع من الطُّيورِ، وقيل: شبَّههُ بالصَّبغاءِ؛ وهو نبتٌ ضعيفٌ كالثُّمَام، ولأبي ذرٍّ -كما ذكره في «الفتح» -: «أُضيبع» كذا في «اليونينية» (٢) بمعجمة ثم مهملة (٣) وفوق العين نصبتين، تصغير «ضبع» شبَّهَهُ به لضعفِ افتراسهِ، وما يوصفُ به من العجزِ، قيل: وهو مناسبٌ للسياقِ حيثُ قال: (وَيَدَعَ (٤)) أي: يترك (أَسَدًا مِنْ أُسْدِ اللهِ) (٥) واعترضَ بأنَّ تصغير ضبع: ضُبيع، لا أُضيبع. وقال ابن مالك: أُضيبِعُ تصغير أَضبع؛ وهو القصيرُ الضَّبع، أي: العضد، ويكنَّى به عن الضَّعيفِ. وقال الحافظ أبو ذرٍّ الهرويُّ: يقال: «أُصيبع» -بالصاد والعين المهملتين- «وأُصَيبغ» -بالصاد المهملة والغين المعجمة- (يُقَاتِلُ عَنِ اللهِ وَرَسُولِهِ . قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ فَأَدَّاهُ) أي: السِّلاح (إِلَيَّ) بتشديد التحتية (فَاشْتَرَيْتُ مِنْهُ) بثمنهِ (خِرَافًا) بكسر الخاء المعجمة. قال السَّفاقسيُّ: هو اسم


(١) في (ص): «بالأصبغ».
(٢) «كذا في اليونينية»: ليست في (د).
(٣) يقصد وعين مهملة انظر الفتح (٨/ ٤١).
(٤) في (ل): «ويدعُ».
(٥) سياق العبارة في (س) و (ص) هكذا: تصغير ضبع قيل: وهو مناسب للسياق حيث قال: ويدع؛ أي: يترك، أسد من أسد الله، فشبهه لضعف افتراسه وما يوصف به من العجز.

<<  <  ج: ص:  >  >>