للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دخلوا حصنَهم وأغلقوهُ عليهم. قال ابنُ سعدٍ: وكانت مدةُ حصارِهِم ثمانيةَ عشرَ يومًا، وقيل: خمسةَ عشرَ يومًا. وقال ابنُ هشام: سبعةَ عشرَ، وقيل: أربعينَ يومًا، وقيل غير ذلك (فَلَمْ يَنَلْ مِنْهُمْ شَيْئًا) وذكر أهلُ المغازي: أنَّهُم رموا على المسلمينَ سككَ الحديدِ المحمَّاةِ، ورموهُم بالنَّبلِ، فأصابوا قومًا، فاستشار نوفلَ بن معاويةَ الدِّيليَّ، فقال: هم ثعلبٌ في جُحْرٍ، إنْ أقمتَ عليهِ أخذتهُ، وإن تركتهُ لم يضرَّكَ (قَالَ) : (إِنَّا قَافِلُونَ) أي: راجعونَ إلى المدينةِ (إِنْ شَاءَ اللهُ، فَثَقُلَ) ذلك (عَلَيْهِمْ) أي: على الصَّحابةِ (وَقَالُوا: نَذْهَبُ وَلَا نَفْتَحُهُ، وَقَالَ مَرَّةً: نَقْفُلُ) بضم الفاء، أي: نرجعُ (فَقَالَ) : (اغْدُوا عَلَى القِتَالِ) أي: سيروا أوَّل النَّهارِ لأجلِ القتالِ (فَغَدَوْا) فلم يفتح عليهم (فَأَصَابَهُمْ جِرَاحٌ) لأنَّهم رموا عليهم من أعلى السُّورِ، فكانوا ينالونَ منهم بسهامِهِم، ولا تصلُ السِّهام إليهم (١)؛ لكونهم أعلى السُّور، فلمَّا رأوا ذلك تبيَّنَ لهم تصويبُ الرُّجوع (فَقَالَ) النَّبيُّ : (إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ) ﷿ (فَأَعْجَبَهُمْ) ذلك حينئذٍ (فَضَحِكَ النَّبِيُّ . وَقَالَ سُفْيَانُ) ابنُ عُيينة (مَرَّةً: فَتَبَسَّمَ) ، وهذا ترديدٌ من الرَّاوي.

(قَالَ) أي: المؤلِّف: (قَالَ الحُمَيْدِيُّ) عبدُ الله بنُ الزُّبير شيخُ البخاريِّ: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بنُ عُيينة (الخَبَرَ كُلَّهُ) بالنصب، أي: بجميعِ الحديث بالخبرِ من غير عنعنةٍ، ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ (٢) «بالخبرِ كلِّه». وقد أخرج الحديث أيضًا في «الأدب» [خ¦٦٠٨٦]، ومسلمٌ في «المغازي»، والنَّسائيُّ في «السِّير».


(١) في (م): «عليهم».
(٢) «عن الكشميهني»: ليست في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>