للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(قَدْ جُمِعَتْ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ) جملة حالية صفة لرجل (فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ) لأبي موسى: (يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ، أَيَّمَ هَذَا؟) بفتح الياء والميم بغيرِ إشباعٍ، أي: أيُّ شيءٍ هذا، وأصلهُ: أي ما، و «أي» استفهامية و «ما» بمعنى: شيء، فحذفت الألف تخفيفًا، ولأبي ذرٍّ «أيُّ» بضم الياء (قَالَ) أبو موسى: (هَذَا رَجُلٌ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ. قَالَ) معاذٌ: (لَا أَنْزِلُ) أي: عن بغلتي (حَتَّى يُقْتَلَ. قَالَ) أبو موسى: (إِنَّمَا جِيءَ بِهِ لِذَلِكَ فَانْزِلْ) بهمزة وصل، مجزوم على الأمر (قَالَ: مَا أَنْزِلُ حَتَّى يُقْتَلَ، فَأَمَرَ بِهِ) أبو موسى (فَقُتِلَ، ثُمَّ نَزَلَ، فَقَالَ) لأبي موسى: (يَا عَبْدَ اللهِ (١) كَيْفَ تَقْرَأُ القُرْآنَ؟ قَالَ) أبو موسى: (أَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا) بالفاء ثمَّ القاف، أي: أقرؤهُ شيئًا بعد شيءٍ في آناءِ اللَّيلِ والنَّهارِ؛ يعني: لا أقرؤهُ مرَّةً واحدةً بل أفرِّق قراءته على أوقاتٍ، مأخوذٌ من فواقِ النَّاقةِ، وهو أن تحلبَ ثمَّ تترَك ساعةً حتَّى تدرَّ ثمَّ تحلب (قَالَ) أبو موسى: (فَكَيْفَ تَقْرَأُ أَنْتَ يَا مُعَاذُ؟ قَالَ: أَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ، فَأَقُومُ) بالفاء (وَقَدْ قَضَيْتُ جُزْئِي مِنَ النَّوْمِ) بضم الجيم وسكون الزاي بعدها همزة مكسورة فياء، أي: أنَّه جزَّأَ اللَّيل أجزاءً جُزءًا للنَّومِ وجزءًا للقراءةِ والقيامِ، وقال الزركشيُّ تبعًا للدِّمياطيِّ: قيل: الوجه قضيتُ أربي. قال في «المصابيح»: وهذا من التحكُّماتِ العاريةِ من الدَّليلِ. انتهى. فالذي جاء في الرِّوايةِ صحيحٌ، فلا يلتفتُ لتخطئتهِ بمجرَّدِ التَّخيُّل.

(فَأَقْرَأُ مَا كَتَبَ اللهُ لِي، فَأَحْتَسِبُ (٢) نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي) بهمزة قطع وكسر السين من غير فوقية في «أحتسب» (٣) في الموضعين بصيغة الفعل المضارع، أي: أطلب الثَّواب في الرَّاحةِ كما أطلبهُ (٤) في التَّعبِ؛ لأنَّ الرَّاحة إذا قصدَ بها الإعانةَ على العبادةِ حصل (٥) الثَّواب،


(١) «يا عبد الله»: ليست في (ص).
(٢) في (م) و (ب) و (د) هنا والموضع التالي: «فأحسب».
(٣) في (ص) زيادة وهامش (ل): أي: في آخره.
(٤) في (ص): «أطلب».
(٥) في (ص): «حصلت».

<<  <  ج: ص:  >  >>