للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيُهِلَّ) بلام مشددة، ولغير أبي ذرٍّ «فليُهلِل» بلامين (بِالحَجِّ مَعَ العُمْرَةِ، ثُمَّ لَا يَحِلَُّ) بالرفع في الفَرْع والنصب في غيره (١) (حَتَّى يَحِلَّ مِنْهُمَا) من الحجِّ والعمرةِ (جَمِيعًا) قالت عائشةُ: (فَقَدِمْتُ) بسكون الميم (مَعَهُ) (مَكَّةَ وَأَنَا حَائِضٌ، وَلَمْ أَطُفْ بِالبَيْتِ وَلَا بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ) عطفٌ على المنفيِّ السَّابق، على تقدير: ولم أسعَ، أو هو على طريقِ المجازِ (فَشَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ ) تركَ الطَّواف والسَّعي بسببِ الحيضِ (فَقَالَ: انْقُضِي رَأْسَكِ) أي: حلِّي ضفرَ شعرِ رأسك (وَامْتَشِطِي) سرِّحيهِ بالمشطِ (وَأَهِلِّي) أحرِمِي (بِالحَجِّ وَدَعِي العُمْرَةَ) أي: عملها من الطَّوافِ والسَّعي والتَّقصيرِ، لا أنَّها تدعُ العُمرة نفسها فتكونُ قارنةً، كما تأوَّلهُ الشَّافعيُّ رحمة الله تعالى عليه (٢). قالت: (فَفَعَلْتُ) بسكون اللام، ما ذكر من النَّقض إلى آخره (فَلَمَّا قَضَيْنَا الحَجَّ) أي: وطهرت يوم النَّحر (أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ مَعَ) أخي (عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ) (إِلَى التَّنْعِيمِ فَاعْتَمَرْتُ، فَقَالَ) : (هَذِهِ) العُمرة (مَكَانَُ عُمْرَتِكِ) برفع «مكان» خبر هذه، أي: عوضَها، أو بالنصب على الظَّرفية، والأول (٣) في الفَرْع، والثاني (٤) في أصله، وفيه بحث تقدَّم في «باب كيف تهلُّ الحائض؟» [خ¦٣١٩] (٥) (قَالَتْ: فَطَافَ الَّذِينَ أَهَلُّوا بِالعُمْرَةِ بِالبَيْتِ وَ) سعوا (بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ) لأجلِ العمرةِ (ثُمَّ حَلُّوا) منها بالحلقِ أو التَّقصيرِ (ثُمَّ طَافُوا طَوَافًا آخَرَ) للحجِّ (٦) (بَعْدَ أَنْ رَجَعُوا مِنْ مِنًى، وَأَمَّا الَّذِينَ جَمَعُوا الحَجَّ وَالعُمْرَةَ فَإِنَّمَا طَافُوا طَوَافًا وَاحِدًا) لاندراجِ أفعالِ العمرةِ في أفعالِ الحجِّ، خلافًا للحنفيَّةِ.

وهذا الحديثُ قد مرَّ في «باب كيف تهلُّ الحائض» [خ¦٣١٩] والغرض منه هنا قوله: «في حجَّة الوداع».


(١) «بالرفع في الفَرْع والنصب في غيره»: ليست في (م).
(٢) «عليه»: ليست في (م).
(٣) في (م): «الأولى».
(٤) في (ص): «النصب».
(٥) قوله: «وفيه بحث تقدَّم في باب: كيف تهلُّ الحائض»: وقع في (ص): بعد لفظ «على الظرفية» المتقدم.
(٦) في (م): «بالحج».

<<  <  ج: ص:  >  >>