للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بلفظ الماضي من الهَجْرِ -بفتح الهاء وسكون الجيم- والمفعول محذوف، أي: أهجر الحياةَ؟ وعبَّرَ بالماضِي مبالغةً لما رأى من علاماتِ الموتِ (اسْتَفْهِمُوهُ) بكسر الهاء (١) بصيغة الأمر، أي: عن هذا الأمرِ الذي أرادَهُ، هل هو الأولى أم لا؟ (فَذَهَبُوا يَرُدُّونَ عَلَيْهِ) أي: يعيدون عليه مقالتهُ ويستثبتونهُ فيها، وقد كانوا يراجعونَهُ في بعضِ الأمورِ قبل تحتُّمِ الإيجابِ، كما راجعوهُ يومَ الحديبيَة في الحلاقِ وكتابة الصُّلحِ بينهُ وبينَ قريشٍ، فأمَّا إذا أمرَ بالشيءِ أمرَ عزيمة فلا يراجعهُ أحدٌ منهم، ولأبي ذرٍّ «يردُّون (٢) عنهُ» أي: يردُّون عنه (٣) القول المذكور على من قاله. (فَقَالَ) : (دَعُونِي) اتركُوني (فَالَّذِي أَنَا فِيهِ) من المشاهدة والتأهُّب للقاءِ الله ﷿ (خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونِي) ولأبي ذرٍّ «ممَّا (٤) تدعونَنِي» (إِلَيْهِ) من شأنِ كتابةِ الكتابِ (وَأَوْصَاهُمْ) في تلكَ الحالةِ (بِثَلَاثٍ) من الخصالِ (قَالَ) لهم: (أَخْرِجُوا المُشْرِكِينَ) بفتح الهمزة وكسر الراء (مِنْ جَزِيرَةِ العَرَبِ) هي من عدن إلى العراقِ طُولًا، ومن جدَّةَ إلى الشَّامِ عرضًا. و «من» بيانيَّة (٥) (وَأَجِيزُوا الوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ) أي: أعطوهُم، وكانت جائزةُ الواحدِ على عهدِهِ وقيَّة من فضَّةٍ، وهي أربعونَ درهمًا، فأمرَ بإكرامهِم تطييبًا لقلوبهِم وترغيبًا لغيرِهم من المؤلَّفة (وَسَكَتَ عَنِ الثَّالِثَةِ، أَوْ قَالَ (٦): فَنَسِيتُهَا) قيل: السَّاكت هو ابن عبَّاس، والنَّاسِي سعيدُ ابنُ جبير، لكن في «مستخرج أبي نُعيم»: قال سفيان: قال سليمان -أي: ابن أبي مسلم-: لا أدرِي أذكر سعيدُ بن جبير الثَّالثةَ فنسيتُها، أو سكتَ عنها، فهو الرَّاجِح (٧)، وقد قيل: إن الثَّالثة هي الوصيَّةُ بالقرآنِ، أو هي تجهيزُ جيشِ أسامةَ؛ لقول أبي بكرٍ لمَّا اختلفُوا عليه في تنفيذِ جيشِ


(١) في (د): «الهمزة».
(٢) في (د): «يردونه».
(٣) «أي يردون عنه»: ليست في (س).
(٤) «مما»: ليست في (ص) و (م).
(٥) «من بيانية»: ليست في (س).
(٦) في (د): «وهو الراجح».
(٧) «فهو الراجح»: ليست في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>