للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالشِّين المعجمة المضمومة وفتح الرَّاء، المصريُّ، وهو الأكبر، وليس هو الحضرميَّ (عَنْ بَكْرِ ابْنِ عَمْرٍو المَعَافِرِيِّ) بفتح الميم وتخفيف العين المهملة وكسر الفاء (أَنَّ بُكَيْرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ) بضمِّ الموحَّدة وفتح الكاف مصغَّرًا، ابن الأشجِّ (حَدَّثَهُ عَنْ نَافِعٍ) مولى ابن عمر: (أَنَّ رَجُلًا أَتَى ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ) له: (يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تَحُجَّ عَامًا وَتَعْتَمِرَ عَامًا، وَتَتْرُكَ الجِهَادَ) أي: القتال الذي هو كالجهاد (فِي سَبِيلِ اللهِ ﷿ في الثَّواب (وَقَدْ عَلِمْتَ مَا رَغَّبَ اللهُ فِيهِ؟) ثبتت واو «وقد» لأبي ذرٍّ (قَالَ) أي: ابن عمر للرَّجل: (يَا ابْنَ أَخِي: بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ؛ إِيمَانٍ بِاللهِ وَرَسُولِهِ، وَالصَّلَوَاتِ (١) الخَمْسِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ، وَأَدَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ البَيْتِ، قَالَ) أي: الرَّجل: (يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَلَا) بالتَّخفيف (تَسْمَعُ مَا ذَكَرَ اللهُ فِي كِتَابِهِ: ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا﴾) باغين بعضهم على بعضٍ، والجمع باعتبار المعنى؛ لأنَّ كلَّ طائفةٍ جمعٌ (﴿فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾) بالنُّصح والدُّعاء إلى حكم الله (﴿فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا﴾) أي: تعدَّت (﴿عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ﴾) أي: ترجع (﴿إِلَى أَمْرِ اللهِ﴾ [الحجرات: ٩]) وتسمع للحقِّ وتطيعه، وسقط لغير أبي ذرٍّ قوله «﴿فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا﴾ إلى آخر قوله: ﴿حَتَّى تَفِيءَ﴾» (﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾ [البقرة: ١٩٣]) شِرْكٌ (قَالَ) ابن عمر: (فَعَلْنَا) ذلك (عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ وَكَانَ الإِسْلَامُ قَلِيلًا، فَكَانَ الرَّجُلُ يُفْتَنُ فِي دِينِهِ) مبنيٌّ (٢) للمفعول (إِمَّا قَتَلُوهُ، وَإِمَّا (٣) يُعَذِّبُوهُ) بلفظ الماضي في الأوَّل والمضارع في الثَّاني؛ إشارةً إلى استمرار التَّعذيب بخلاف القتل، وفي الفرع: «أو يُعذِّبوه» ولأبي ذرٍّ: «وإمَّا يعذِّبونه» بإثبات النُّون؛ وهو الصَّواب؛ لأنَّ «إمَّا» التي تجزم هي الشَّرطيَّة، وليست هنا شرطيَّةً، ووُجِّهت الأولى بأنَّ النُّون قد تُحذَف (٤) لغير ناصبٍ ولا جازمٍ في لغةٍ شهيرةٍ (حَتَّى كَثُرَ الإِسْلَامُ فَلَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ).

(قَالَ) له (٥) الرَّجل: (فَمَا قَوْلُكَ فِي عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ؟) وهذا يشير إلى أنَّ السَّائل كان من الخوارج، فإنَّهم يوالون الشَّيخين ويُخطِّئون عثمان وعليًّا، فردّ عليه ابن عمر بذكر مناقبهما ومنزلتهما من


(١) في (د): «الصَّلاة»، وكذا في «اليونينيَّة».
(٢) في (د): «مبنيًّا».
(٣) في (د): «وإلَّا».
(٤) في (ص): «حُذِفت».
(٥) «له»: مثبتٌ من (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>