للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يجب عليه أداء طاعتك واجتناب معصيتك؛ ليفوز بدخول (١) جنتك ويتوقَّى به من عذاب نارك، ونحن قد عرفناك وأدَّينا طاعتك واجتنبنا معصيتك فقنا عذاب النَّار برحمتك، وتحريره: أنَّه لمَّا تفكَّر في عجائب المُلْك والملكوت، وعرج إلى عالم الجبروت حتَّى انتهى إلى سرادقات الجلال؛ فُتِح لسانه بالذِّكر، ثمَّ أُتبِع بدنه وروحه بالتَّأهُّب والوقوف في مقام التَّناجي والدُّعاء، ومعنى طلب النور للأعضاء عضوًا عضوًا: أن يتحلَّى بأنوار المعرفة والطَّاعة، ويتعرَّى عن ظلمة الجهالة والمعصية؛ لأنَّ الإنسان ذو سهوٍ وطغيانٍ، رأى أنَّه قد أحاطت به ظلمات الجِبِلَّة مُعْتَوِرَةً عليه من فرقه إلى قدمه، والأدخنة الثَّائرة من نيران الشَّهوات من جوانبه، ورأى الشَّيطان يأتيه من الجهات السِّتِّ بوساوسه وشبهاته، ظلماتٌ بعضها فوق بعضٍ، فلم يرَ للتَّخلُّص منها مساغًا إلَّا بأنوارٍ سادَّةٍ لتلك الجهات، فسأل الله أن يمدَّه بها ليستأصل شأفة (٢) تلك الظُّلمات؛ إرشادًا للأمَّة وتعليمًا لهم، قاله في «شرح المشكاة» (ثُمَّ قَامَ) (إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ) وفي روايةٍ لمسلمٍ: «ثمَّ عدل إلى شَجْبٍ من ماءٍ» وهو السِّقاء الذي أخلق (فَتَوَضَّأَ مِنْهَا، فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ) وفي روايةٍ [خ¦٦٩٨]: «فقمت عن يساره فأخذني فجعلني عن يمينه» (فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ يَدَهُ اليُمْنَى عَلَى رَأْسِي، وَأَخَذَ بِأُذُنِي اليُمْنَى يَفْتِلُهَا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ) فهي اثنتا عشرة ركعةً (ثُمَّ أَوْتَرَ) بواحدةٍ (ثُمَّ اضْطَجَعَ) زاد في «مسلمٍ»: «فنام حتَّى نفخ وكان إذا نام نفخ» (حَتَّى جَاءَهُ المُؤَذِّنُ، فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ) سنَّة الفجر من غير أن يتوضَّأ (ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى) بأصحابه (الصُّبْحَ) (٣).


(١) في (د): «بدخوله».
(٢) في (د): «ساقط»، وهو تحريفٌ.
(٣) لم يذكر مواضع تكرار هذا الحديث على خلاف عادته، وقد سبق أن ذكره البخاري في العلم والوضوء والآذان والوتر وأبواب العمل في الصلاة، وسيأتي في كتاب اللباس والأدب والدعوات والتوحيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>