للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ) بفتح الكاف، المدنيِّ مؤدِّب ولد عمر بن عبد العزيز (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) محمَّد بن مسلمٍ الزُّهريِّ (عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ) بن حزنٍ القرشيِّ المخزوميِّ، قال ابن المدينيِّ: لا أعلم في التَّابعين أوسع علمًا منه، أنَّه (قَالَ: البَحِيرَةُ: الَّتِي يُمْنَعُ دَرُّهَا لِلطَّوَاغِيتِ) أي: لبنها لأجل الأصنام (فَلَا يَحْلُبُهَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ) ذكرٌ أو أنثى، وخصَّ أبو عبيدة المنع بالنِّساء دون الرِّجال، وقال غيره: البحيرة «فعيلةٌ» بمعنى: «مفعولةٌ» واشتقاقها من البَحْر وهو الشَّقُّ، يقال: بَحَرَ ناقته؛ إذا شقَّ أذنها، واختُلِف فيها؛ فقيل: هي النَّاقة تنتج خمسة أبطن آخرها ذكرٌ، فتُشَقُّ أذنها وتُترَك، فلا تُركَب ولا تُحلَب ولا تُطرَد عن مرعًى ولا ماءٍ (وَالسَّائِبَةُ) بوزن «فاعلة» بمعنى: مسيَّبَةٍ؟ (كَانُوا يُسَيِّبُونَهَا لآلِهَتِهِمْ) لأجلها، تذهب حيث شاءت (لَا يُحْمَلُ عَلَيْهَا شَيْءٌ) ولا تحبس عن مرعًى ولا ماءٍ، وذلك أنَّ الرَّجل كان إذا مرض أو غاب له قريبٌ؛ نذر إن شفاه الله أو مريضه أو قدم غائبه؛ فناقته سائبةٌ، فهي بمنزلة البحيرة، وقيل: هي من جميع الأنعام.

(قَالَ) أي: سعيد بن المسيَّب بالسّند المذكور: (وَقَالَ (١) أَبُو هُرَيْرَةَ) رضي الله تعالى عنه: (قَالَ رَسُولُ اللهِ : رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عَامِرٍ الخُزَاعِيَّ) بضمِّ الخاء المعجمة وتخفيف الزَّاي، وسبق في: «باب إذا انفلتت الدَّابَّة في الصَّلاة» [خ¦١٢١٢]: «ورأيت فيها عمرو بن لُحَيٍّ» بضمِّ اللَّام وفتح الحاء المهملة، قال الكِرمانيُّ: عامرٌ اسمٌ، ولُحَيٌّ لقبٌ، أو بالعكس، أو أحدهما اسم الجدّ، وقال البرماويُّ: إنَّما هو عمرو بن لُحَيِّ، ولُحَيٌّ اسمه: ربيعة بن حارثة بن عمرٍو. انتهى. وعند أحمد من حديث ابن مسعودٍ مرفوعًا: «إنَّ أوَّل من سيَّب السَّوائب وعبد الأصنام أبو خزاعة عمرو بن عامرٍ» وعند عبد الرَّزَّاق من حديث زيد بن أسلم مرفوعًا: «عمرو بن لُحَيٍّ أخو بني كعبٍ» قال ابن كثيرٍ: فعمرٌو هذا هو (٢) ابن لُحَي بن قمعة، أحد رؤساء خزاعة الذين (٣) ولوا


(١) في (د): «قال».
(٢) «هو»: ليس في (د).
(٣) زيد في (ص): «كانوا».

<<  <  ج: ص:  >  >>