للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(﴿وَإِن جَنَحُواْ﴾) أي: (طَلَبوا، السِّلْمُ والسَّلْمُ والسَّلَامُ (١) وَاحِدٌ) وهذا ثابتٌ للأبوين ﴿لِلسَّلْمِ﴾ [الأنفال: ٦١] للصُّلح.

(﴿يُثْخِنَ﴾) ﴿فِي الأَرْضِ﴾ [الأنفال: ٦٧] قال أبو عبيدة أي: (يَغْلِبَ) بكثرة القتل في العدوِّ والمبالغة فيه حتَّى يذلَّ الكفر ويعزَّ الإسلام.

(وَقَالَ مُجَاهِدٌ) في قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ﴾ (﴿مُكَاء﴾ [الأنفال: ٣٥]): هو (إِدْخَالُ أَصَابِعِهِمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ، ﴿وَتَصْدِيَةً﴾: الصَّفِيرُ) كذا رواه عبد بن حميدٍ عن مجاهدٍ، وعن ابن عمر -ممَّا رواه ابن جريرٍ-: المُكَاء: الصَّفير، والتَّصدية: التَّصفيق، وعن ابن عبَّاسٍ -ممَّا (٢) رواه ابن أبي حاتمٍ-: «كانت قريشٌ تطوف بالبيت عُراةً، تُصفِّر وتُصفِّق».

(﴿لِيُثْبِتُوكَ﴾ [الأنفال: ٣٠]) أي: (لِيَحْبِسُوكَ) وما رُوِي عن عبيد بن عميرٍ (٣): أنَّ قريشًا لمَّا ائتمروا بالنبيِّ ليُثْبِتوه أو يقتلوه أو يُخرِجوه؛ قال له عمُّه أبو طالبٍ: هل تدري ما ائتمروا بك؟ قال: «يريدون أن يَسْحَرُوني (٤) أو يَقْتلوني أو يُخْرجوني»، فقال: مَن أخبرك بهذا؟ قال: «ربِّي … » الخبر إلى آخره تعقَّبه ابن كثيرٍ بأنَّ ذكر أبي طالبٍ فيه غريبٌ جدًّا، بل مُنْكَرٌ؛ لأنَّ هذه الآية مدنيَّةٌ، وهذه القصَّة إنَّما كانت ليلة الهجرة بعد موت أبي طالبٍ بنحو ثلاث سنين، وذكر ابن إسحاق عن ابن عبَّاسٍ: أنَّهم اجتمعوا في دار النَّدوة، فدخل عليهم إبليس في صورة شيخٍ نجديٍّ، فقال بعضُهم: تحبسونه في بيتٍ وتسدُّون منافذه (٥) غيرَ كوَّةٍ تُلقون إليه طعامه وشرابه منها (٦) حتَّى يموت، فقال إبليس: بئس الرَّأي؛ يأتيكم من يُقاتلكم من قومه ويُخلِّصه من أيديكم، وقال هشام بن عمرٍو: رأيي أن تحملوه


(١) في (د): «والسَّلامة».
(٢) في (د): «فيما».
(٣) في (م): «عُمر»، وهو تحريفٌ.
(٤) في (ب) و (س): «يسجنوني»، وفي (د): «يسجروني».
(٥) في (د): «منافسه».
(٦) «منها»: سقط من (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>