للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(﴿أَهْوَى﴾) يريد: ﴿وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى﴾ بسورة النَّجم [النجم: ٥٣] يقال: (أَلْقَاهُ فِي هُوَّةٍ) بضمِّ الهاء وتشديد الواو، أي: مكانٍ عميقٍ، وذكرها استطرادًا.

وقوله تعالى: ﴿فِي جَنَّاتِ﴾ (﴿عَدْنٍ﴾ [التوبة: ٧٢]) أي: (خُلْدٍ) بضمِّ الخاء المعجمة وسكون اللَّام؛ يقال: (عَدَنْتُ بِأَرْضٍ، أَيْ: أَقَمْتُ) بها (وَمِنْهُ: مَعْدِنٌ) وهو الموضع الذي يُستَخرج منه الذَّهب والفضة ونحوهما (وَيُقَالُ:) فلانٌ (فِي مَعْدِنِ صِدْقٍ) أي: (فِي مَنْبِتِ صِدْقٍ) كأنَّه صار مَعدِنًا له للزومه له، وسقط لأبي ذرٍّ من «عدنت … » إلى آخره (١).

(﴿الْخَوَالِفِ﴾) يريد قوله: ﴿رَضُواْ (٢) بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ﴾ [التوبة: ٨٧] وفسَّره بقوله: (الخَالِفُ: الَّذِي خَلَفَنِي فَقَعَدَ بَعْدِي، وَمِنْهُ) أي: من هذا اللفظ (يَخْلُفُهُ فِي الغَابِرِينَ) قال في حديث أمِّ سلمة: «اللهمَّ اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديِّين، واخلفه في عقبه في الغابرين» رواه مسلمٌ، قال النَّوويُّ أي: الباقين (وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ النِّسَاءُ مِنَ الخَالِفَةِ) وهي المرأة (وَإِنْ) بالواو (٣)، ولأبي ذرٍّ: «فإن» (كَانَ) خوالف (جَمْعَ الذُّكُورِ، فَإِنَّهُ لَمْ يُوجَدْ عَلَى تَقْدِيرِ جَمْعِهِ) على «فواعل» (إلَّا حَرْفَانِ: فَارِسٌ وَفَوَارِسُ، وَهَالِكٌ وَهَوَالِكُ) قاله أبو عبيدة، وزاد ابن مالكٍ: شاهقٌ وشواهقُ، وناكسٌ ونواكسُ، وداجنٌ ودواجنُ، وهذه الخمسة جمع «فاعل» وهو شاذٌّ، ولأبي ذر: «وهالكٌ في الهوالك» (٤) والمفهوم من أوَّل كلام البُّخاريِّ: أنَّ «خوالف» جمع «خالف» وحينئذٍ إنَّما يجوز أن يكون النِّساء إذا كان يُجمَع «الخالفة» على «خوالف» وإنَّما «الخالف» يُجمَع على «الخالفين» بالياء والنُّون، والمشهور في «فواعل» أنَّه جمع «فاعلة» فإن كان من صفة النِّساء؛ فواضحٌ، وقد تُحذَف الهاء في صفة المفرد من النِّساء، وإن كان من صفة الرِّجال؛ فالهاء للمبالغة؛ يقال: رجل خالفة (٥): لا خير فيه، والأصل في جمعه بالنُّون كما مرَّ، والمراد بـ ﴿الْخَوَالِفِ﴾ في الآية: النِّساء والرِّجال العاجزون والصِّبيان، فجُمِع بجمع (٦) المؤنَّث تغليبًا؛ لكونهنَّ أكثر في ذلك من غيرهنَّ.


(١) قوله: «وسقط لأبي ذرٍّ من: عدنت … إلى آخره»، جاء في (د) بعد قوله: «يقال: عدنت».
(٢) «رضوا»: ليس في (د).
(٣) «بالواو»: ليس في (د).
(٤) «ولأبي ذرٍّ: وهالك في الهوالك»، جاء في (د) و (ص) بعد قوله: «وداجنٌ ودواجن».
(٥) في (د): «خالف».
(٦) في (د): «جمع».

<<  <  ج: ص:  >  >>