للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قلبه، وفيه بيان الحامل له على الاستغفار لأبيه مع شكاسته عليه (وَقَالَ الشَّاعِرُ) وهو المثقَّب -بتشديد القاف المفتوحة- العبديُّ، واسمه: جحاش بن عائذ (١) بن محصن، وسقط لفظ «الشَّاعر» لغير أبي ذرٍّ (إِذَا مَا قُمْتُ أَرْحَلُهَا بِلَيْلٍ) بفتح الهمزة والحاء المهملة، من رحلت الناقة أرحلها؛ إذا شددتَ الرَّحل على ظهرها، والرَّحل: أصغر من القتب.

(تَأَوَّهُ آهَةَ) بمدِّ الهمزة، وللأصيليِّ: «أَهَّة» (الرَّجُلِ الحَزِينِ) بتشديد الهاء وقصر الهمزة، قال الحريريُّ في «درَّة الغوَّاص»: يقولون في التَّأوُّه: أَوَّه (٢)، والأفصح أن يقال: أُوْهَُِ بكسر الهاء وضمِّها وفتحها، والكسر أغلب، وعليه قول الشَّاعر:

فأَوْهٍ لذكراها إذا ما ذكرتها ......................

وقد شدَّد بعضهم الواو، فقال: أوَّه، ومنهم من حذف الهاء -وكسر الواو- فقال: أوَّ، وتصريف الفعل منها: أوَّه وتأوَّه، والمصدر الآهة، ومنه قول مثقَّبٍ العبديِّ:

إذا ما قُمْتُ أَرْحلُها بِلَيْلٍ .......................

البيت، وهذا البيت من جملة قصيدة أوَّلها:

أفاطمُ قبل بينِكِ متِّعيني … ومنعك ما سألت كأن تبيني

ولا تَعِدِي مواعدَ كاذباتٍ … تمرُّ بها رياحُ الصَّيف دوني

فإنِّي لو تخالفني شِمالي … لَمَا أتبعتُها أبدًا يميني


(١) في (د): «عابد»، ولعلَّه تصحيفٌ.
(٢) في (د): «أوَّاه».

<<  <  ج: ص:  >  >>