للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولغير أبي ذَرٍّ: «والحصباء والحجارة» بزيادة واو.

(﴿تَارَةً﴾) في قوله تعالى: ﴿أَمْ أَمِنتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً (١)[الإسراء: ٦٩] أي: (مَرَّةً) فهي مصدرٌ (وَجَمَاعَتُهُ) أي: لفظ «تارةً»: (تِيَرَةٌ) بكسر الفوقيَّة وفتح التَّحتيَّة (وَتَارَاتٌ) قال الشَّاعر:

وَإِنْسانُ عَيْني يَحْسِرُ الماءَ تارةً … فيبدو وَتَاراتٍ يَجمُّ فَيَغْرقُ

وألفها يحتمل أن تكون عن واوٍ أو ياءٍ (٢)، قال الرَّاغب: وهو فيما قيل من تَارَ الجرح؛ بمعنى: اِلتأمَ.

(﴿لأَحْتَنِكَنَّ﴾) في قوله: ﴿لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ﴾ [الإسراء: ٦٢] أي: (لأَسْتَأْصِلَنَّهُمْ) أي: بالإغواء، وقيل: لأستولينَّ عليهم استيلاء من جعل في حنك الدَّابة حبلًا يقودها، فلا تأبى ولا تشمس عليه (يُقَالُ: احْتَنَكَ فُلَانٌ مَا عِنْدَ فُلَانٍ مِنْ عِلْمٍ) أي: (اسْتَقْصَاهُ) وعن مجاهدٍ فيما رواه سعيد بن منصورٍ ﴿لأَحْتَنِكَنَّ﴾: لأحتوينَّ، قال: يعني: شبه الزِّناق، وقال ابن زيدٍ: لأُضِلَّنَّهم، وكلُّها متقاربةٌ.

(﴿طَآئِرَهُ﴾) في قوله تعالى: ﴿وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ﴾ [الإسراء: ١٣]: هو (حَظُّهُ) بالحاء المهملة والظَّاء المعجمة، وقال ابن عبَّاسٍ: «خيره وشرُّه مكتوبٌ عليه لا يفارقه» وقال الحسن -فيما رواه السَّمرقنديُّ-: عمله. زاد في «الأنوار»: وما قُدِّر له، كأنَّه طير إليه من عُشِّ الغيب، والمعنى: أنَّ عمله لازمٌ له لزوم القلادة أو الغلِّ (٣) لا ينفك عنه، وخصَّ العنق حيث قال: ﴿فِي عُنُقِهِ﴾ من بين سائر الأعضاء؛ لأنَّ الَّذي عليه إمَّا أن يكون خيرًا يَزِينه، أو شرًّا يَشِينه، وما يزيِّن يكون كالطَّوق والحُليِّ، وما يشين يكون كالغلِّ.

(قَالَ) ولأبي ذَرٍّ: «وقال» (ابْنُ عَبَّاسٍ) ممَّا وصله ابن عيينة في «تفسيره» في قوله: ﴿وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا﴾ [الإسراء: ٨٠] وقوله: ﴿فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا﴾ [الإسراء: ٣٣]: (كُلُّ سُلْطَانٍ) ذُكِرَ (فِي القُرْآنِ فَهُوَ حُجَّةٌ) فمعنى: ﴿سُلْطَانًا نَّصِيرًا﴾ حجَّةٌ ينصرني على مَن خالفني، و ﴿جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا﴾ حجَّةً يتسلَّط بها على المؤاخذة بمقتضى القتل.


(١) زيد في (د): «﴿أُخْرَى﴾».
(٢) «أو ياء»: ليس في (م).
(٣) في (د): «الفعل».

<<  <  ج: ص:  >  >>