للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي) بضمِّ الياء؛ مِن الإسماع (وَيَنْفُذُهُمُ البَصَرُ) بفتح الياء وسكون النُّون والذَّال المعجمة، أي: يحيط بهم لا يخفى عليه منهم شيءٌ؛ لاستواء الأرض وعدم الحجاب (وَتَدْنُو الشَّمْسُ) وفي «الزُّهد» لابن المبارك، و «مصنَّف ابن أبي شيبة» واللَّفظ له بسندٍ جيِّدٍ عن سلمان قال: «تُعطَى الشَّمس يوم القيامة حرَّ عشر سنين (١)، ثمَّ (٢) تدنو من جماجم النَّاس حتَّى تكون قاب قوسين، فيعرقون حتَّى يرشح العرق في الأرض قامةً، ثمَّ يرتفع حتَّى يغرغر الرَّجل» زاد ابن المبارك في روايته: «ولا يضرُّ حرُّها يومئذٍ مؤمنًا ولا مؤمنةً» (فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الغَمِّ وَالكَرْبِ مَا لَا يُطِيقُونَ وَلَا يَحْتَمِلُونَ، فَيَقُولُ النَّاسُ: أَلَا تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ؟ أَلَا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ؟) بفتح همزة «أَلا» وتخفيف لامها في الموضعين، وهي للعرض والتَّحضيض (فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: عَلَيْكُمْ بِآدَمَ، فَيَأْتُونَ آدَمَ ، فَيَقُولُونَ لَهُ: أَنْتَ أَبُو البَشَرِ، خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ) قال الكِرمانيُّ: الإضافة إلى الله تعالى؛ لتعظيم المضاف وتشريفه (وَأَمَرَ المَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ) وزاد في رواية همام في «التَّوحيد» [خ¦٧٤٤٠]: «وأسكنك جنَّته، وعلَّمك أسماء كلِّ شيءٍ» (اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ) حتى يريحنا ممَّا نحن فيه (أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟) بتخفيف لام «أَلَا ترى» في الموضعين، وتحريك غين «بَلَغَنَا» وسقط للحَمُّويي والمُستملي لفظة «إلى» الأخيرة (٣) (فَيَقُولُ آدَمُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ) ولأبي ذَرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: «ولا يغضب» (بَعْدَهُ مِثْلَهُ) والمرادُ من الغضب -كما قال الكِرمانيُّ- لازمُه، وهو إرادة إيصال العذاب، وقال النَّوويُّ: المراد بغضب الله ما يظهر من انتقامه فيمن عصاه، وما يشاهده أهل الجمع من الأهوال الَّتي لم يكن ولا يكون مثلها (وَإِنَّهُ نَهَانِي) ولأبي ذَرٍّ: «وأنَّه قد نهاني» (عَنِ الشَّجَرَةِ) أي عن أكلها (فَعَصَيْتُهُ) وأكلتها (نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي) كرَّرها ثلاثًا، أي: هي الَّتي تستحقُّ أن يشفع لها؛ إذ المبتدأ والخبر إذا كانا متَّحدين؛ فالمراد بعضُ لوازمه،


(١) في (د): «عشرين سنة».
(٢) في (ص): «يوم».
(٣) «الأخيرة»: ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>