للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ) بن همَّامٍ الصنعانيُّ (عَنْ مَعْمَرٍ) هو ابنُ راشدٍ (عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّه) بفتح الموحَّدة المشدَّدة، وسقط لغير أبي ذر «ابن مُنبِّه» (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ ) أنَّه (قَالَ: خُفِّفَ) بضمِّ الخاء وتشديد الفاء مكسورةً مبنيًّا للمفعول (عَلَى دَاوُدَ) (القِرَاءَةُ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: «القرآنُ»، وقد يطلق على القراءة، والأصل فيه: الجمع، وكل شيءٍ جمعتَه فقد قرأتَه، وسمِّي القرآنُ قرآنًا؛ لأنَّه جمع الأمر والنهي وغيرهما، وقيل: المراد الزبور والتوراة، وكان الزبور ليس فيه أحكام كما مرَّ، بل كان اعتمادُهم في الأحكام على التوراة، كما أخرجه ابن أبي حاتم وغيرُه، وقرآنُ كلِّ نبيٍّ يُطلقُ على كتابه الذي أُوحي إليه، وإنَّما سمَّاه قرآنًا للإشارة إلى وقوع المعجزة به، كوقوع المعجزة بالقرآن، فالمراد به مصدر القراءة لا القرآن المعهود لهذه الأمة (فَكَانَ يَأْمُرُ بِدَابَّتِهِ لِتُسْرَجَ (١)) بالإفراد، وفي «أحاديث الأنبياء» [خ¦٣٤١٧]: «بدوابِّه» بالجمع، فالإفراد على الجنس أو ما يختصُّ بركوبه، وبالجمع ما يُضاف إليها ممَّا يركبه أتباعه (فَكَانَ) داودُ (يَقْرَأُ قَبْلَ أَنْ يَفْرُغَ) الذي سُرِج؛ من الإسراج (يَعْنِي: القُرْآنَ) وفيه: أنَّ البركةَ قد تقع في الزمن اليسير حتى يقع فيه العمل الكثير، فمن ذلك: أنَّ بعضهم كان يقرأُ أربعَ خَتَمَاتٍ بالليل وأربعًا بالنهار، وقد أُنبئت عن الشيخ أبي الطاهر المقدسيِّ أنَّه كان (٢) يقرأ في اليوم والليلة خمسَ عشرةَ (٣) ختمةً، وهذا الرجل قد رأيتُه بحانوته بسوق القماش


(١) في (د): «فتُسرَج».
(٢) «كان»: مثبت من (د).
(٣) في (ج) و (ل): «خمسة عشر».

<<  <  ج: ص:  >  >>