للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(﴿بَاخِعٌ﴾) في قوله تعالى: ﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ﴾ [الكهف: ٦] قال أبو عُبيدَة: (مُهْلِكٌ) نفسَك إذا ولَّوا عنِ الإيمان.

(﴿أَسَفًا﴾) أي: (نَدَمًا) كذا فسَّرَهُ أبو عُبيدة، وعن قَتادة: حزنًا، وعن غيرِه: فرطُ الحزن (١).

(الكَهْفُ) في قوله: ﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ﴾ هو: (الفَتْحُ فِي الجَبَلِ، وَالرَّقِيمُ) هو: (الكِتَابُ، مَرْقُومٌ) أي: (مَكْتُوبٌ مِنَ الرَّقْمِ) بسكون القاف، قيل: هو لوحٌ رصاصيٌّ أو حَجَريٌّ، رُقمت فيه أسماؤُهم وقصصُهُم، وجُعِلَ على باب الكهف، وقيل: الرَّقيمُ اسمُ الجبل، أو الوادي الذي فيه كهفهم، أو اسم قريتهم، أو كلبهم، وقيل غير ذلك، وقيل: مكانهم بين غضبان (٢) وأيلة (٣) دون فلسطين، وقيل غير ذلك ممَّا فيه تباين وتخالف، ولم ينبئنا الله ولا رسوله عن ذلك في أي الأرض هو؛ إذ لا فائدة لنا فيه، ولا غرضَ شرعيٌّ.

(﴿وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ﴾ [الكهف: ١٤]) أي: (أَلْهَمْنَاهُمْ صَبْرًا) على هجرِ الوطن والأهل والمال (٤)، والجراءةِ على إظهار الحقِّ، والرَّدِّ على دقيانوس الجبَّار، ومِن هذه المادة قولُه تعالى في سورة القصص: (﴿لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا﴾ [القصص: ١٠]) أي: أم موسى، وذكره استطرادًا.


(١) في (د): «الحب».
(٢) في (د): «غطفان».
(٣) في (ص): «أو أيلة».
(٤) في (ص) و (ل): «الماء».

<<  <  ج: ص:  >  >>