للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيصحُّ الجواب (فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَنَا أَعْذِرُكَ مِنْهُ) بفتح الهمزة وكسر (١) المعجمة (إِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ) قبيلتِنا (ضَرَبْتُ عُنُقَهُ) لأنَّ حكمَه فيهم نافذٌ إذ كان سيِّدَهم، ولأنَّ مَن آذاه وجبَ قتلُه (وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا، فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ، قَالَتْ) عائشة: (فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَهْوَ سَيِّدُ الخَزْرَجِ) بعد فراغ ابن معاذ مِن مقالته (وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلًا صَالِحًا) كامل الصلاح، لم يسبق منه ما يتعلَّق بالوقوف مع أنفة الحَميَّة (وَلَكِنِ احْتَمَلَتْهُ) من مقالةِ ابنِ معاذٍ (الحَمِيَّةُ) أي: أغضبتْه، وفي رواية مَعْمَر عند مسلمٍ: «اجتهلته» بجيم ففوقيَّة فهاء، وصوبها التوربشتيُّ أي: حملته على الجهل (فَقَالَ لِسَعْدٍ) هو ابنُ معاذ: (كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ) بفتح العين، أي: وبقاء الله (لَا تَقْتُلُهُ، وَلَا تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ) لأنَّا نمنعُك منه، ولم يُرِدِ ابنُ عُبادةَ الرِّضا بقولِ ابن أُبيٍّ، لكن كان بين الحيَّينِ مشاحنةٌ زالتْ بالإسلام، وبقيَ بعضُها بحكمِ الأنفة، فتكلَّم ابنُ عبادةَ بحكمِ الأنفة، ونفى (٢) أنْ يحكُمَ فيه ابن معاذ (فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ) بضمِّ الهمزة وفتح السين المهملة، و «حُضَير»: بضمِّ المهملة وفتح المعجمة مُصغَّرين، ولأبي ذرٍّ: «ابن الحُضَير» (وَهْوَ ابْنُ عَمِّ سَعْدٍ) ولأبي ذرٍّ زيادة (٣): «ابن معاذ» أي (٤): مِن رهْطِه (فَقَالَ لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ: كَذَبْتَ، لَعَمْرُ اللهِ لَنَقْتُلَنَّهُ) بالنون، ولو كان من الخزرج، إذا أمرنا رسول الله (فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ المُنَافِقِينَ) تفسيرٌ لقوله: فإنَّك منافق، فليس المراد نفاق الكفر (فَتَثَاوَرَ) بفوقيَّة فمثلَّثة (الحَيَّانِ الأَوْسُ وَالخَزْرَجُ) أي: نهض بعضُهم إلى بعضٍ مِنَ الغضب (حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَقْتَتِلُوا، وَرَسُولُ اللهِ قَائِمٌ عَلَى المِنْبَرِ، فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللهِ يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا) بالفوقيَّة والواو، ولأبي ذرٍّ: «سكت» بحذف الواو، أي: سكت القوم (٥) (وَسَكَتَ) (قَالَتْ)


(١) في (ص): «سكون».
(٢) في (ص): «بقى».
(٣) «ولأبي ذر زيادة»: ليس في (د).
(٤) «أي»: ليس في (د).
(٥) في (د) بدل قوله: «حتى سكتوا بالفوقية … »: «حتى سكنوا بالنون، ولأبي ذر: سكتوا بالفوقية بدل النون»، وزيد في (م): «لأبي ذر سكنوا بالنون بدل التاء».

<<  <  ج: ص:  >  >>