للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

في قولهِ -في الأنفال-: ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ﴾ [الأنفال: ٥٩] أي: (فَاتُوا) ﴿إِنَّهُمْ﴾ (﴿لَا يُعْجِزُونَ﴾) أي: (لَا يَفُوتُونَ) قاله أبو عُبيدة في «المجاز».

(﴿يَسْبِقُونَا﴾) في قوله تعالى: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا﴾ [العنكبوت: ٤] أي: (يُعْجِزُونَا) بسكون العين (قَوْلُهُ) ولأبي ذرٍّ: «وقولُه»: (﴿بِمُعْجِزِينَ﴾ [سبأ: ٥]) بالقصر، وهي قراءةُ أبي عَمرو وابنِ كثيرٍ، أي: (بِفَائِتِينَ، وَمَعْنَى ﴿مُعَاجِزِينَ﴾ [سبأ: ٥]) بالألف (مُغَالِبِينَ) كذا وقع مكرَّرًا، وسقطَ لغير أبي ذرٍّ (يُرِيدُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنْ يُظْهِرَ عَجْزَ صَاحِبِهِ) يريد أنَّه من باب المفاعلةِ بين اثنين.

(﴿مِعْشَارَ﴾) في قولهِ تعالى: ﴿وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ﴾ [سبأ: ٤٥] معناه (عُشْر) بنى (١) مِفعال من لفظ العشرِ؛ كالمِرباعِ، ولا ثالثَ لهما من ألفاظِ العددِ، فلا يقال: مِسداسٌ ولا مِخماسٌ.

(الأُكُلُ) بضم الكاف في قولهِ تعالى: ﴿ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ﴾ [سبأ: ١٦] هو (الثَّمَرُ) ولأبي ذرٍّ: «يقالُ: الأكلُ الثَّمرةُ» قال أبو عُبيدة: الأكلُ: الجَنى -بفتح الجيم مقصورًا- وهو بمعنى الثَّمرةِ.

(﴿بَاعِدْ﴾) بالألف وكسر العين (٢)، في قولهِ تعالى: ﴿فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا﴾ [سبأ: ١٩] (وَ ﴿بَاعِدْ﴾) بدون ألف وتشديد العين، وهذه قراءةُ أبي عَمرو وابنِ كثيرٍ وهشام (وَاحِدٌ) في المعنى؛ إذ كلٌّ منهما فعلُ طلبٍ، ومعنى الآية: أنَّهم لما بطرُوا نعمةَ ربِّهم، وسألوا انتقالَها، جازاهُم جزاء من كفرَ نعمهُ إلى أن صاروا مثلًا، فقيل: تفرَّقوا أيادِي سبأَ، كما قال تعالى: ﴿فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ﴾ [سبأ: ١٩].

(وَقَالَ مُجَاهِدٌ) فيما وصلهُ الفريابيُّ في قولهِ تعالى: (﴿لَا يَعْزُبُ﴾) أي: (لَا يَغِيبُ) ﴿عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ﴾ [سبأ: ٣].

(﴿الْعَرِمِ﴾) في قولهِ تعالى: ﴿فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ﴾ [سبأ: ١٦] هو (السَُّدُّ) بضم السين وفتحها وتشديد الدال المهملتين، الَّذي يحبسُ الماءَ، بنتهُ بلقيسُ، وذلك أنَّهم كانوا


(١) في (د): «هي».
(٢) «وكسر العين»: ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>