للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وضبط في أصل الأَصيليِّ -كما قال في «الفتح» -: المَسْناة: بفتح الميم وسكون المهملة (بِلَحْنِ أَهْلِ اليَمَنِ) بسكون الحاء في الفرع، وقال في «المصابيح»: بفتحها. أي: بلغتِهم، وكانت هذه المسنَّاةُ تحبسُ على ثلاثةِ أبوابٍ بعضها فوقَ بعضٍ، ومن دونها بركةٌ ضخمةٌ فيها اثنا عشر مخرَجًا على عدَّةِ أنهارِهِم (١)، يفتحونَها إذا احتاجُوا إلى الماءَ، وإذا استغنوا؛ سدُّوها، فإذا جاءَ المطرُ؛ اجتمعَ إليه ماءُ أودية اليمنِ، فاحتبسَ السَّيلُ من وراءِ السدِّ، فتأمرُ بلقيس بالبابِ الأعلى فيفتحُ فيجري ماؤهُ في البركةِ، فكانُوا يستقونَ من الأوَّل ثمَّ من الثَّاني ثمَّ من الثَّالث الأسفل، فلا ينفد الماء حتى يثوبَ الماءُ من السَّنة المقبلةِ، فكانت تقسمهُ بينهم على ذلك فبقوا على ذلك بعدها مدَّة، فلما طَغَوا وكفرُوا سلَّطَ الله عليهم جُرَذًا يسمَّى الخُلْد فثقبَ السَّدَّ من أسفله، فغرَّق الماءُ جنانهم وخرَّبَ أرضَهم.

(وَقَالَ غَيْرُهُ) غير ابن شرحبيلَ: (﴿الْعَرِمِ﴾) هو (الوَادِي) الَّذي فيه الماء، وهذا أخرجه ابنُ أبي حاتم من طريق عثمان بنِ عطاءٍ، عن أبيه.

(السَّابِغَاتُ) في قولهِ تعالى: ﴿أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ﴾ [سبأ: ١١] هي: (الدُّرُوعُ) الكواملُ، واسعاتٌ طولًا (٢) تسحبُ (٣) في الأرضِ. ذكر الصَّفة ويعلم منها الموصوفُ.

(وَقَالَ مُجَاهِدٌ) في قولهِ تعالى: ﴿وَهَلْ﴾ (﴿نُجَازِي﴾ [سبأ: ١٧]) أي: (يُعَاقَبُ) يقال في العقوبة: يُجازَى، وفي (٤) المثوبةِ: يُجزى. قال الفرَّاء: المؤمنُ يُجزى ولا يُجازَى، أي: يجزَى الثَّواب بعملهِ ولا يكافأُ بسيئاتهِ، كذا نُقل.


(١) في (ب): «أنهار لهم».
(٢) في (س): «طوالًا».
(٣) في (م): «تستحب».
(٤) «وفي»: ليست في (ص).

<<  <  ج: ص:  >  >>