للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عطف ذي لون (١) على ذي لونٍ، أو عطف على ﴿بِيضٌ﴾ أو على ﴿جُدَدٌ﴾ ولم يقل بعد: ﴿وَغَرَابِيبُ سُودٌ﴾: مختلفٌ (٢) ألوانُها، كما قال ذلك بعد ﴿بِيضٌ﴾ و ﴿وَحُمْرٌ﴾ لأنَّ الغِرْبِيبَ البالِغُ (٣) في السَّوادِ، فصار لونًا واحدًا غير متفاوتٍ، بخلاف السَّابق، ولغير أبي ذرٍّ: «الشَّديدُ السَّوادِ» فـ ﴿وَغَرَابِيبُ﴾ جمع: غربيبٍ، وغربيب: هو الشَّديدُ السَّوادِ المتناهِي فيه، فهو تابعٌ للأسودِ، كَقَانٍ وناصعٍ ويَقَق، ومن ثمَّ قال بعضُهم: إنَّه على التَّقديم والتَّأخير. يقال: أسود غربيبٌ، والبصريُّون يخرجونَ هذا وأمثاله على أنَّ الثَّاني بدلٌ من الأول. قال الجوهريُّ: وتقول (٤): هذا أسود غربيبٌ (٥)، أي: شديدُ السَّوادِ، وإذا قلت: ﴿وَغَرَابِيبُ سُودٌ﴾ تجعلُ السُّودَ بدلًا من غرابيبَ؛ لأنَّ توكيدَ الألوانِ لا يتقدَّمُ، وما ذكره المؤلِّف من هذا التَّفسير أخرجه ابنُ أبي حاتمٍ عن ابن عبَّاسٍ من طريق علي بنِ أبي طلحة، ولأبي ذرٍّ هنا: «وقال مجاهد: ﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ﴾ [يس: ٣٠] وكان حسرةً عليهم استهزاؤهُم بالرُّسل. ﴿مِّن مِّثْلِهِ﴾ [يس: ٤٢] من الأنعام. ﴿فَاكِهُونَ﴾ [يس: ٥٥] معجبونُ. سورة يس. بسم الله الرحمن الرحيم. وقال ابن عبَّاس: ﴿طَائِرُكُمْ عِندَ اللهِ﴾ [النمل: ٤٧] مصائِبُكُم ﴿يَنسِلُونَ﴾ [الأنبياء: ٩٦] يخرجُونَ. بابٌ بالتَّنوين ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ [يس: ٣٨] ﴿فَعَزَّزْنَا﴾ [يس: ١٤] فشدَّدنَا» كذا ثبتَ في الفرع كأصله (٦) هنا، وسيأتي قريبًا إن شاء الله تعالى (٧).


(١) قوله: «ذي لون»: ليست في (د).
(٢) في (د): «مختلفة».
(٣) في (ص): «الغربيب في المبالغ»، وفي (م) و (د): «الغرابيب هي المبالغ».
(٤) في (م): «يقال».
(٥) قوله: «والبصريون … غربيب»: ليست في (د).
(٦) في (ب) و (س): «وأصله».
(٧) قوله: «وسيأتي قريبًا إن شاء الله تعالى»: ليست في (م). وقوله: «ولأبي ذرٍّ هنا … إن شاء الله تعالى»: ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>