للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شَيْئًا فَلْيَقُلْ بِهِ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلِ: اللهُ أَعْلَمُ، فَإِنَّ مِنَ العِلْمِ أَنْ يَقُولَ لِمَا لَا يَعْلَمُ: اللهُ أَعْلَمُ. قَالَ اللهُ ﷿ لِنَبِيِّهِ : ﴿قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ﴾) أي: جعل على القرآنِ أو تبليغ الوحي (﴿وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ﴾ [ص: ٨٦]) وكلُّ من قال شيئًا من تلقاءِ نفسه فقد تكلَّف (وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنِ الدُّخَانِ) المذكور في قولهِ تعالى: ﴿يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ﴾ [الدخان: ١٠] (إِنَّ رَسُولَ اللهِ دَعَا قُرَيْشًا إِلَى الإِسْلَامِ فَأَبْطَؤُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ) من السِّنين (كَسَبْعِ يُوسُفَ) المذكورة في قولهِ تعالى: ﴿ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ﴾ [يوسف: ٤٨] (فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ) قحطٌ (فَحَصَّتْ) بالحاء والصاد المهملتين، أذهبتْ وأفنتْ (كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَكَلُوا المَيْتَةَ وَالجُلُودَ) من شدَّة الجوعِ (حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ دُخَانًا) لضعفِ بصرهِ (مِنَ الجُوعِ. قَالَ اللهُ ﷿: ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ. يَغْشَى النَّاسَ﴾) يحيطُ بهم صفةً للدخانِ (﴿هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [الدخان: ١٠ - ١١]) في موضعِ نصبٍ بالقولٍ، أي: قائلين: هذا عذابٌ أليمٌ (قَالَ: فَدَعَوْا) أي: قريش: (﴿رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ﴾ [الدخان: ١٢]) وعدٌ بالإيمانِ إن كشف العذابَ عنهم (﴿أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى﴾) أي: كيف يذكرونَ ويتَّعظونَ ويفونَ (١) بما وعدوهُ من الإيمانِ عند كشف العذابِ (﴿وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ﴾ [الدخان: ١٣]) بيَّن لهم ما هو أعظمُ وأدخلُ في وجوب الادِّكار من الآياتِ والمعجزاتِ (﴿ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ﴾) يعلِّمه غلامٌ أعجميٌّ لبعض ثقيفٍ، وقال آخرون: إنَّه (﴿مَّجْنُونٌ. إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ﴾) بدعاء النَّبيِّ كشفًا (﴿قَلِيلًا﴾) أو زمانًا قليلًا (﴿إِنَّكُمْ عَائِدُونَ﴾ [الدخان: ١٤ - ١٥]) إلى الكفرِ. قال -أي (٢) ابن مسعودٍ-: (أَفَيُكْشَفُ) بهمزة الاستفهام وضمِّ الياء، مبنيًّا للمفعول (٣) (العَذَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ قَالَ) أي: ابن مسعودٍ (فَكُشِفَ) بضم الكاف، مبنيًّا للمفعول، أي: العذاب عنهم، ولأبي ذرٍّ: «فكشَفَ» بفتحها، والفاعل محذوفٌ، أي: فكشفَ الله عنهم (ثُمَّ عَادُوا فِي كُفْرِهِمْ) عقبَ الكشفِ (فَأَخَذَهُمُ اللهُ


(١) في (د): «ويوفون»، وفي الهامش من نسخة: «ويفون».
(٢) «أي»: ليس في (د).
(٣) في (ب) زيادة: «أي».

<<  <  ج: ص:  >  >>