للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مخلصاتٍ (﴿قَانِتَاتٍ﴾) طائعاتٍ (﴿تَائِبَاتٍ﴾) من الذُّنوب (﴿عَابِدَاتٍ﴾) متعبِّدات، أو متذلِّلات لأمرِ الرَّسول (﴿سَائِحَاتٍ﴾) صائماتٍ أو مهاجراتٍ (﴿ثَيِّبَاتٍ﴾) جمع: ثيِّب، مَن تزوَّجت ثمَّ بانت (﴿وَأَبْكَارًا﴾ [التحريم: ٥]) أي: عذارى، وقوله: ﴿مُسْلِمَاتٍ﴾ … إلى آخره، إمَّا نعتٌ أو حالٌ أو منصوبٌ على الاختصاصِ، والثَّيِّب: وزنها فيعِل، من ثابَ يثوبُ: رجع؛ لأنَّها ثابت بعد زوالِ عذرتها، وأصلها ثَيْوِب؛ كسيِّد وميِّت، أصلُهما: سيوِد وميوِت، فأُعِلَّ الإعلال المشهور (١). وقال الزَّمخشريُّ في «كشَّافه»: وأُخليتِ الصِّفات كلُّها عن العاطف، ووُسِّط بين الثيِّبات والأبكار؛ لأنَّهما صفتانِ متنافيتَان لا يجتمعْنَ (٢) فيهما اجتماعهنَّ في سائرِ الصِّفات، فلم يكن بدٌّ من الواو. انتهى. وذهب القاضِي الفاضِل إلى أنَّ هذه الواو واو الثَّمانية، وتبجَّح باستخراجِها وزيادتها على المواضِع الثَّلاثة الواقعة في القرآنِ؛ وهي: ﴿سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ﴾ [الكهف: ٢٢] وآية الزُّمر؛ إذ قيل: ﴿فُتِحَتْ﴾ [الزمر: ٧١] في آية النَّار؛ لأنَّ أبوابها سبعة ﴿وَفُتِحَتْ﴾ [الزمر: ٧٣] في آية الجنَّة؛ إذ أبوابها ثمانية، وقوله: ﴿وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾ [التوبة: ١١٢] فإنَّه الوصفُ الثَّامن، قال ابنُ هشامٍ: والصَّواب أنَّ هذه الواو وقعت بينَ صفتينِ، هما تقسيمٌ لمن اشتمَل على جميعِ الصِّفات السَّابقة (٣)، فلا يصحُّ إسقاطُها؛ إذ لا تجتمعُ الثُّيوبَة والبَكارة، وواو الثَّمانية عند القائلِ بها صالحةٌ للسُّقوط، ثمَّ إنَّ ﴿أَبْكَارًا﴾ صفة تاسعة لا ثامنة؛ إذ أوَّل الصِّفات ﴿خَيْرًا مِّنكُنَّ﴾ لا ﴿مُسْلِمَاتٍ﴾، فإن أجاب: بأنَّ ﴿مُسْلِمَاتٍ﴾ وما بعدهُ تفصيلٌ لـ ﴿خَيْرًا مِّنكُنَّ﴾ فلهذا لم


(١) في (د) زيادة: «إلى آخره».
(٢) في (د): «يجتمعان».
(٣) قوله: «هما تقسيمٌ لمن اشتمل على جميع الصِّفات السَّابقة»: ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>