للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البابِ السَّابق قريبًا [خ¦٤٩٢٨] واقتصرَ سفيانُ على اللِّسان، والجميعُ مراد؛ إمَّا لأنَّ التَّحريكين متلازمانِ غالبًا، أو المرادُ يحرِّك به فمه المشتملُ على الشَّفتين واللِّسان، لكن لما كان اللِّسان هو الأصلَ في النُّطق اقتصَر في الآية عليهِ. قاله في «الفتح» (فَيَشْتَدُّ عَلَيْهِ) حالةَ نزولِ الوحي لثقلهِ؛ ولذا (١) كان يلحقهُ البُرَحاء (وَكَانَ يُعْرَفُ مِنْهُ) ذلك الاشتدادُ حالةَ النُّزول عليه، وعندَ ابنِ أبي حاتمٍ من طريقِ يحيى التَّيميِّ، عن ابنِ (٢) أبي عائشةَ: وكان إذا نزلَ عليه عُرف في تحريكِه شفتيه، يتلقَّى أوَّله ويحرِّك بهِ شفتيهِ خشيةَ أن ينسَى أوَّله قبلَ أن يفرغَ من آخرهِ (فَأَنْزَلَ اللهُ) تعالى بسببِ اشتدادهِ عليه (الآيَةَ الَّتِي فِي) سورة (﴿لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾) وهي قولهُ تعالى: (﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ. إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ﴾ [القيامة: ١٦ - ١٧] قَالَ: عَلَيْنَا أَنْ نَجْمَعَهُ فِي صَدْرِكَ) وعن قتادةَ فيما (٣) رواهُ الطَّبريُّ: أنَّ معنى ﴿جَمْعَهُ﴾ تأليفَه (وَقُرْآنَهُ) أي: تقرَأه أنت (﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ﴾) عليكَ بلسان جبريل (﴿فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾) أي: (فَإِذَا أَنْزَلْنَاهُ؛ فَاسْتَمِعْ) زادَ أبو عَوانة في «بدءِ الوَحي»: وأنصت [خ¦٥] (﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ [القيامة: ١٩]) أي: (عَلَيْنَا أَنْ نُبَيِّنَهُ بِلِسَانِكَ. قَالَ) أي: ابنُ عبَّاس: (فَكَانَ) (إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ أَطْرَقَ) أي: سكتَ (فَإِذَا ذَهَبَ) جبريل (قَرَأَهُ) النَّبيُّ (كَمَا وَعَدَهُ اللهُ) زاد أبو ذرٍّ: «﷿» على الوجهِ الَّذي ألقاهُ عليهِ.

(﴿أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى﴾ [القيامة: ٣٥] تَوَعُّدٌ) وتهديدٌ، والكلمةُ اسم فعل، واللام للتَّبيين، أي: وَلِيك ما تكره يا أبَا جهلٍ وقرب منك، وقوله: ﴿فَأَوْلَى﴾ أي: فهو أولى بكَ من غيرهِ، وثبت: «﴿أَوْلَى … ﴾» إلى آخره لأبي ذرٍّ (٤).


(١) في (د): «وكذا».
(٢) قوله: «ابن»: ليست في (م).
(٣) في (م): «مما».
(٤) قوله: «وثبت: ﴿أَوْلَى … ﴾ إلى آخره لأبي ذرٍّ»: ليست في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>