للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالراء المكسورة من غير هاء. قال: والمرادُ أنَّ بعضَ القرَّاء أجرى «سلاسل» وبعضهم لم يُجْرِها، أي: لم يصرفها. قال: وهو اصطلاحٌ قديمٌ، يقولون للاسم المصروف: مُجرًى، قال: وذكرَ عياضٌ أنَّ في رواية الأكثر بالزاي، وهو الأوجَه. وقال العينيُّ: لم يبيِّن وجهَ الأوجهيَّة بل الرَّاء أوجه على ما لا يخفى، وفي البَرْماويِّ: ولم يجِز بعضهم -بجيم مكسورة وزاي- من الجواز، وعند الأَصيليِّ: «ولم يجرَّ» براء مشددة، أي: لم يصرفه، وقال في «الكشَّاف» -فأغلظ وأساء-: إنَّ صاحبَ هذه القراءة ممَّن ضري بروايَة الشِّعر، ومرن لسانه على صرفِ ما لا ينصَرف. قال في «الانتصافِ»: هو -يعني: الزَّمخشري- يرى أنَّ القراءات المستفيضَة غير موقوفَة على النَّقل والتَّواتر، وجعلَ التَّواتر من جملةِ غلطِ اللِّسان، والحقُّ أنَّها متواترةٌ عن النَّبيِّ ، وهي لغة من صرف في منثورِ الكلامِ جميعَ ما لا ينصرف إلَّا أفعل، والقراءات تشتملُ على اللُّغات المختلفة.

(﴿مُسْتَطِيرًا﴾ [الإنسان: ٧]) قال الفرَّاء: (مُمْتَدًّا) والشَّر: (البَلَاءُ) والشِّدة (وَالقَمْطَرِيرُ) هو (الشَّدِيدُ) الكَريه (يُقَالَ: يَوْمٌ قَمْطَرِيرٌ) شديد (وَيَوْمٌ قُمَاطِرٌ) بضم القاف وبعد الميم ألف فطاء مكسورة فراء، قال الشَّاعر:

فَفَرُّوا إذَا مَا الحَرْبُ ثَارَ غُبَارُهَا … وَلَجَّ بِهَا اليَوْمُ الشَّدِيدُ القُمَاطِرُ

والقمطَرير: أصلُه -كما قال الزَّجَّاج- من اقْمَطَرَّتِ النَّاقَة؛ إذا رَفَعَتْ ذنبَهَا وجمعَتْ قُطْرَيْها وزَمَّت بأنْفِها (١) (وَالعَبُوسُ) في قولهِ ﴿يَوْمًا عَبُوسًا﴾ [الإنسان: ١٠] (وَالقَمْطَرِيرُ) بفتح القاف (وَالقُمَاطِرُ) بضمها (وَالعَصِيبُ) في قولهِ: ﴿يَوْمٌ عَصِيبٌ﴾ [هود: ٧٧] (أَشَدُّ مَا يَكُونُ مِنَ الأَيَّامِ فِي البَلَاءِ) وأطولها.

(وَقَالَ مَعْمَرٌ) بسكون العين بين ميمين مفتوحتين آخره راء، هو أبو عُبيدة بنُ المثنَّى، قال في «الفتح»: وليسَ هو ابنَ راشدٍ (﴿أَسْرَهُمْ﴾ [الإنسان: ٢٨]) أي: (شِدَّةُ الخَلْقِ) بفتح الخاء


(١) في (د): «وربت بنفسها».

<<  <  ج: ص:  >  >>