للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أُذنَ لكم؟ قلنا: ظنَنَّا أنَّ بعضَ أهلِ البيتِ نائمٌ، قال: ظننتُم بآل ابن (١) أمَّ عبدٍ غَفْلَةً (فَقَالَ رَجُلٌ) من القومِ، اسمه: نُهيك بنُ سنانَ، كما في «مسلمٍ» (قَرَأْتُ المُفَصَّلَ البَارِحَةَ) كلَّه (فَقَالَ) ولأبي الوقتِ: «قال» هذذتَ (هَذًّا) بفتح الهاء والذال المعجمة المنوَّنة (كَهَذِّ الشِّعْرِ) قال الخطَّابيُّ: معناه سرعةُ القراءةِ بغيرِ تأمُّلٍ، كما ينشدُ الشِّعر (إِنَّا) بكسر الهمزة وتشديد النون (قَدْ سَمِعْنَا القِرَاءَةَ) قال الكِرْمانيُّ: بلفظ المصدرِ، ويروى «القرَّاء» جمع القارئ (وَإِنِّي لأَحْفَظُ القُرَنَاءَ) النَّظائر في الطُّول والقصر (الَّتِي كَانَ يَقْرَأُ بِهِنَّ النَّبِيُّ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ) بإثبات التحتية بعد نون، ولأبوي ذرٍّ والوقتِ وابنِ عساكرٍ: «ثمانِ عشرةَ» (سُورَةً مِنَ المُفَصَّلِ، وَسُورَتَيْنِ (٢) مِنْ آلِ حم) أي: السُّور (٣) التي أوَّلها حم.

واستشكلَ بما سبقَ في «بابِ تأليفِ القرآنِ»، من طريقِ الأعمش، عن شقيقٍ حيث قالَ هناك: عشرون من أول المفصَّل على تأليفِ ابنِ مسعودٍ، آخرهن من الحواميم ﴿حم﴾ الدُّخان و ﴿عَمَّ يَتَسَاءلُونَ﴾ [خ¦٤٩٩٦] فعدَّ حم (٤) من المفصَّل وهنا أخرجها.

وأجيب بأنَّ الثَّماني عشرةَ غير سورة الدُّخان والَّتي معها، وإطلاقُ المفصَّل على الجميعِ تغليبٌ، وإلَّا فالدُّخان ليست من المفصَّل على الرَّاجح، لكن يحتمل أن يكون تأليفُ مصحفِ ابنِ مسعودٍ على خلافِ تأليفِ مصحفِ غيرهِ، فيكون أوَّل المفصَّل عند ابنِ مسعودٍ أوَّل الجاثية، والدُّخان متأخِّرة في ترتيبهِ عن الجاثية.

وأجابَ النَّوويُّ على طريق التَّنزل بأنَّ المراد بقولهِ: عشرون من المفصَّل؛ أي: معظم العشرين.

وهذا الحديثُ قد سبقَ في «بابِ الجمع بين السُّورتين في الرَّكعة»، من «كتاب الصَّلاة» [خ¦٧٧٥].


(١) في جميع الأصول: «ظننتم بأن» وهو سهو والتصحيح من مصادر التخريج.
(٢) في (م): «سورة».
(٣) في (ص): «السورة».
(٤) في (د): «فعدها».

<<  <  ج: ص:  >  >>