للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الملقَّب بَشْمِيْن -بفتح الموحدة وسكون الشين المعجمة وكسر الميم وبعد التحتية الساكنة نون- الكوفيُّ (الحِمَّانِيُّ) بكسر الحاء (١) المهملة وتشديد الميم وبعد الألف نون مكسورة، قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: «حَدَّثني» بالإفراد (بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ) بضم الموحدة وفتح الراء، مصغَّرًا في الأول، وبضم الموحدة وسكون الراء في الآخر، ولأبي ذرٍّ عن المُستملي: «قال سمعتُ بريدًا» (عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ) عامر (عَنْ أَبِي مُوسَى) عبدِ اللهِ بنِ قيسٍ الأشعريِّ (أنَّ النَّبِيَّ قَالَ لَهُ: يَا أَبَا مُوسَى، لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ) أي: في حسنِ الصَّوت، كقراءة (٢) داود نفسه؛ لأنَّه لم يذكر أنَّ أحدًا من آل داود أعطيَ من (٣) حسنِ الصَّوت ما أعطيَ داود، فـ «آل» مقحمةٌ، والمزامير: جمع مِزْمارٍ -بكسر الميم- الآلة المعروفة، أطلق اسمهَا على الصَّوت للمشابهةِ، وقد كان داود -فيما رواه ابن عبَّاسٍ- يقرأ الزَّبور بسبعينَ لحنًا، ويقرأُ قراءة يطربُ منها المحموم، وإذا أرادَ أنْ يُبكي نفسهُ لم تبق دابةٌ في برٍّ ولا بحرٍ إلَّا أنصتتْ له واستمعَتْ وبكتْ.

وقد أوردَ المؤلِّف حديثَ البابِ مختصرًا، وأوردهُ مسلمٌ من طريقِ طلحةَ بنِ يحيى، عن أبي بُردةَ بلفظ: «لو رأيتني وأنا أستمعُ قراءتك البارحة» … الحديث، وزاد أبو يعلى من طريقِ سعيدِ بنِ أبي بردةَ، عن أبيهِ فقال: أما إنِّي لو علمتُ بمكانك لحبَّرته لك تحبيرًا، وللرُّوياني من طريق مالكِ بنِ مِغْول (٤)، عن عبدِ اللهِ بنِ بريدةَ، عن أبيهِ: لو علمتُ أنَّ رسول الله يستمعُ قراءتي لحبَّرتها تحبيرًا، أي: حسَّنتها وزيَّنتها (٥) بصوتي تزيينًا، وهذا يدلُّ على أنَّ أبا موسَى كان يستطيعُ أن يتلو أشجى (٦) من المزاميرِ عند المبالغةِ في التَّحبير؛ لأنَّه قد تلا مثلها وما بلغَ حدَّ استطاعته، وأخرجَ ابن أبي داود بسندٍ صحيحٍ (٧) من طريقِ أبي عثمان النَّهديِّ قال: دخلتُ دارَ أبي موسى الأشعريِّ، فما سمعتُ صوتَ صَنْج،


(١) في (ص): «بالحاء».
(٢) في (م): «بقراءة».
(٣) «من»: ليست في (ص).
(٤) في (س) و (د) زيادة: «عن عبد الله بن مغول» وإسقاطه أصح، والله أعلم.
(٥) في (ص) و (م): «حسنته وزينته».
(٦) في (د): «شيئًا».
(٧) في (م): «صححه».

<<  <  ج: ص:  >  >>