حبه خط في فؤادي سطراً ... أمد الدهر ليس بالممحو
يمزج الصد بالوصال دلالاً ... فترى منه قسوة في حنو
وهواه ما زال يوري لهيباً ... بين جنبي ما له من خبو
يا سقى الله عهدنا في ليال ... قد جنينا بها ثمار الدنو
جمعت شملنا بكأس سلاف ... هي أصفى من دمعة الممحو
كلما قلت يا بن ودي خذها ... قال لي هات يا عدو عدوي
وفي سنة ألف ومائتين وإحدى وأربعين امتدح المترجم متسلم حمص محمد آغا خير الله، وكان رجلاً كريماً حسن السيرة جميل الشهرة، إلا أنه لم يجازه عليها، فبحسب التقدير لم يمض على ذلك مدة حتى قتل الممدوح في شوارع البلد، وأما المادح فإنه قد تمرض وتحول فمه والعياذ بالله تعالى. وهذه القصيدة التي مدح بها الممدوح المرقوم أعلاه مضاهياً بها بانت سعاد لكعب بن زهير الصحابي الجليل رضي الله تعالى عنه:
أسيف لحظيك تجلوه الصياقيل ... أم مشرفي ابن خير الله مسلول
منه رأينا لديك الأسد صاغرة ... منهم حلا لك بعد العز تذليل
لله ريم بدا من ليل طرته ... بدر تلالا به بشرى وتهليل
حكى الغزالة منه الالتفات حكت ... منه المحيا سناماً فيه تأفيل
كم من كمي له ما بين معترك ال ... أحداق والقلب متبول ومبتول
ما السحر والخمر بالألباب أفتك من ... فنان طرف به هاروت مشغول
فرح معافى سليم القلب من حرق ... والجفن من قرح فالحب قتيل
ولا تعرض إذا هز القوام رشا ... من شك أحشاءه الخطي مقتول
ودم خلياً وإن تعشق فدم هدفاً ... لناقد فسهام الطرف مرسول