نادمتني ضحى وكان عليها ... حلة تشبه السماء صفاء
فتوهمت أن مجلس أنسي ... زاد فيه لنا السماء ضياء
وقال أيضاً:
منجم الحسن لما أن رأى قمري ... واستكسف القد منه قاس بالملك
وقال دائرة الخصر النحيل به ... موهومة ولذا قامت على الفلك
وقال أيضاً:
ألا إن أنسي وابتهاج أحبتي ... هما مطلبي الأعلا وغاية بغيتي
وظني لأنسي حيث بان منغص ... فلا كان من أخشاه عند مسرتي
وكتب إلى بعض الأحباب، وكان ذلك جواباً لهم على مراسلتهم:
كتبت أشكوك بينا ... مستصعبا من ملالك
وليتني كنت رقماً ... حتى أمر ببالك
أما بعد فقد ورد كتابك الكريم المشحون باللطائف، ويا حبذا ذاك الرقيم، فقمت له إجلالاً على قدم الفرح، وزال إذ ذاك ما كان عندي من الترح، وها أنا أرسلت جوابه في غاية الإجادة لأشكر مآثر السيادة، والتمس رسالة هي نصف المشاهدة وزيادة، أراني الله ضياء محياك الباهر وأنشقني عرفك العاطر، بمنه وكرمه آمين. ومن قوله في اسم اسمعيل تطريزاً:
الخد فيه الورد والنسرين ... والثغر منه اللؤلؤ المكنون
سمحت بك الدنيا وضن بك الوفا ... فانا الحزين الساهر المفتون
ما بالني أخلصت فيك مودتي ... وتقول لي لا خنتني وتخون
إن كنت قد أخطأت سبل بني الهوى ... في أي مؤتمر عليك تبين
عنفتني فازددت فيك تولها ... وأذعت أسراري وكنت أصون
يحلو فمي أني ذكرتك مرة ... ويشوقني لحديثك التلحين
لم يحكني قيس غراماً والذي ... أنا مرتجيه على هواك يقين
أنت الذي يا ظبي قد علمتني ... بين الأنام الشعر كيف يكون