مذ تراءت أنامل السحب تولي ... من نثار الحيا فحيا خصيبه
وتمشت أرواحه ساحبات ... من ذيول البلال ما تستطيبه
في بساط يريك أنوار بسط ... فوق متن الوهاد ماس قضيبه
وعليه من أبدع الله منها ... كل وصف فلا يرى ما يعيبه
تتهادى بقامة مثل بان ... وعليه بالجور يجنى كثيبه
ذات فرق يلوح كالصبح لما ... شق عنه الدجا فبان مشيبه
قد أماطت نقابها عن محيا ... أي لب يسبى به لا يذيبه
فاسقني صاح صرف راح التصافي ... كي يداوى من الحشا ما يريبه
وله من موشحة:
شعشعت أرجاء ذي سلم ... حين حيت من حمى الحرم
غادة تسبي حجى الأمم ... مثلها في الخلق لم يشم
من رآها يقسم ... بر فيها القسم
إنها في الحسن قدس الله سره برعت ... إذ لأسباب البها جمعت
أفرغت في الزين مذ طلعت ... بدر تم حف بالأنجم
ثغرها المبتسم ... لؤلؤ منتظم
ذات فرق صبحه انبلجا ... تحت فرع خلته السبجا
في محيا يخطف المهجا ... إن بدا للشمس تنكتم
وصفه المستعظم ... ليس يحصيه فم
يا له لما انجلى فجلا ... عن فؤادي الهم والوجد
رونق للطرف منه جلا ... جل من أنشاه من عدم
روضة المزدحم ... ناضر معتصم
بت تحييني رواسمه ... وتحييني بواسمه