وترويني مباسمه ... وعيون الصفو لم تنم
والوفا منسجم ... ما حكته الديم
حيها من ليلة سلفت ... عن وجوه قط ما انكسفت
سجها بالفيض لي وكفت ... من صنوف البسط والنعم
لم يعبها ندم ... لم يرعها سدم
وله من قصيدة يمدح بها السيد عمار المغربي رحمهما الله تعالى:
تسعى إلي بمنظر متبلج ... الشمس تدهش من سناه وتفقد
ذي ناظر ساج كحيل فاتر ... فعل الظبى يعزى إليه ويسند
ناشدتها بالود هل أنت التي ... يا هذه الأرواح فيكي تنقد
أم أنت يا بدر البيسطة من غدت ... أحرارنا وهم لحسنك أعبد
فرنت بصارم لحظها ذاك الذي ... أبداً بغير قلوبنا لا يغمد
ثم انثنت تختال في حلل الصبا ... تيهاً يذوب لها الأصم الجلمد
وتبسمت عن مبسم عذب الجنا ... يفتر عنه لؤلؤ متنضد
تشدو بلفظ رق حتى خلته ... سحراً ينفثه الحيا ويعقد
تبدي من القول البديع بدائعاً ... جيد الزمان بعقدها متقلد
مفهوم ما تبديه يا هذا استفق ... ألمثل فضلي في البرية يجحد
وله مخمساً
قمر تلألأ في الدجى من حجبه ... يزهو على الغيد الحسان بعجبه
رفقاً بصب قد أقر بذنبه ... يا محرقاً بالنار قلب محبه
مهلاً فإن مدامعي تطفيه
من أجل من أهوى تركت مصالحي ... أعرضت عن قول العذول الناصح
إن شئت تقتلني وأنت مسامحي ... أحرق بها جسدي وكل جوارحي
واحذر على قلبي فإنك فيه
توفي رحمه الله في أوائل القرن الثالث عشر ودفن بالمدينة.