فحينئذ أهابوه جهارا ... ومنهم من نأى عنه نفارا
فولوا خوف سطوته فرارا ... وأمضى الحكم في القتلى بوارا
وفي الأسرى مفاداة ومنا
وأمسكهم جميعاً بالنواصي ... فلم يجدوا طريقاً للخلاص
وأوثق منهم دان وقاص ... وأنزل باغضيه من الصياصي
ولم يترك لهم في الأرض قرنا
فلم يلقوا لمهربهم سبيلا ... وكم أدمى من الأعدا قتيلا
وفوق الترب صيره جديلا ... غدا متقلداً سيفاً صقيلا
ومعتقلاً أصم الكعب لدنا
فقاتلهم وحاربهم بجد ... ويرمي بالنبال كقدح زند
وأرعبهم وأذهلهم بجند ... وصابحهم وراوحهم بأسد
على جرد طحن الأرض طحنا
أذاقهم الهوان مع الربال ... وأثخنهم جراحاً بالقتال
ونكس كل أعلام الضلال ... وكم رفعت له الهمم العوالي
مراتب في عراص المجد تبنى
فأحمد كان للأسرار معدن ... رفيقاً بالذي للحث يذعن
فأنعم في المضيق به وأحسن ... وكم للهاشمي محمد من
محامد عمت الأقصى وأدنى
ولولا المصطفى ما كان ركب ... ولا كون ولا بعد وقرب
ولا شمس ولا شرق ولا غرب ... ولو وزنت به عجم وعرب
جعلت فداه ما بلغوه وزنا
مغيث للعصاة لهم طبيب ... إذا ما الدمع منهمل سكيب
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute