وارتفع مقامه وعلا قدره واحترامه، وصار مقصوداً في مشكلات المسائل وموروداً في أخذ الفضائل.
ولد سنة ألف ومائة ونيف وثلاثين، واشتغل في العلم والعبادة والتقوى والزهادة، إلى أن برع وفاق واشتهر في الآفاق. تولى القضاء بمدينة غزة هاشم، وكان في أحكامه تقياً بعيداً عن المحارم، وكان السيد محمد التافلاتي قاضي القدس الشريف، فوقع بينهما في مسألة من المسائل اغبرار اقتضى اللوم والتعنيف، فكتب السيد محمد التافلاتي رسالة في تعنيفه وأرسلها إليه، فغب وصولها شرحها وردها من غير مهلة عليه، وابتداء هذه الرساله قوله: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم " جناب الأخ الأمجد الشيخ محمد التافلاتي حفظه الله تعالى، وصلت مكاتبتك إلينا ولم يسبقها منا إليك كتاب، وابتدأتنا بمخاطبتك ولم يتقدم في هذه المدة منا إليك خطاب، فتلقيناها تلقي الأحباب بالسعة والترحاب، وحين رأيناها نزلت منا منزلة الأضياف، عجلنا قراها بما يجب لها عند أهل الإنصاف:
سوداء شمطاء اللمم ... وافت بتيه وعجب
لما علمت جهلها ... أنكحتها فحل الأدب
فما مكثت إلا بمقدار ما يمكث الطيف، ولا لبثت إلا كم تلبث سحابة الصيف، حتى نهضت:
مسرعة تقول قطني قطني ... مهلاً رويداً قد ملأت بطني
وألبستها خلعاً حكت قطعاً من الليل مظلماً، كما يليق ذلك بشأنها فلم تكفر لنا أنعما، فالرجاء إذا وصلت أيها الشيخ إليك، وألفيت بكراً عذراء، بين يديك، أن تتقبلها بقبول حسن، وأن تكفلها وتهجر لأجلها الوسن، وإذا نسبتها فقل عربية قرشية، شامية قدسية، رملية