ففي دستهم أقيال قوم أجلة ... وفي أفق العلياء هم كالزواهر
وآياتهم جل المصاقع لم تزل ... ترددها للناس فوق المنابر
متى أمّ من أم القرى وافد قرا ... سطور القرى والجود غب البشائر
أو اجتازهم راج سماحة جودهم ... رأى لطف مفضال وهمة ناصر
وفي الشام ما شام الغريب ببابهم ... أذى حاجب وغد وسطوة ناهر
بهم جلق والروم تسمو وتزدهي ... ولم يبق ذكر فيهما للأواخر
فيا روم هل تبغين بعد فراقهم ... كراماً ويا ذي الشام غيرك فاخري
وفي الروم قسطنطينة تبتغيهم ... وجلق تبغيهم هما كالضرائر
فأي مكان ضمهم كان موئلاً ... يضم قروماً من خيار أكابر
فلو حاتم أدى المكارم حقها ... وشاهدهم أضحى كنادم حائر
وفي صمم أذن المناصب بعدهم ... وقد عميت حزناً عيون المفاخر
فغيثاً لقفر الفقر يهمع جودهم ... وناديهم مأوى لعائذ زائر
وإني وإن شط المزار وأبعدت ... منازل من أهوى وكدر خاطري
أخو همة قعسا يؤم ومؤتسى ... وفرع لأصل بالشرافة طاهر
ولست بمغبون إذا سر حاسدي ... وصرت قطيناً في نوادي الأصاغر
وإني امرؤ ما ذل يوماً لماجد ... ولا هاب آلاف الأسود الخوادر
ولم يخش دهراً قد أعز أذلة ... وما راعه إلا عيون الجآذر
لها موقع في القلب أنى له دوا ... فوا عجباً من جرح أحور فاتر
ولا يشتكي ضيم الخطوب وإن دهت ... ويشكو صدوداً من نفور وهاجر
فقل لفخور يحسب المجد هينا ... ويظهر أرفاداً لباد وحاضر
أتبغي منالاً يشمخر اعتلاؤه ... ويسمو وأنت اليوم ليس بقادر
أأنت ابن من لولاه لم يك كائن ... وأول مخلوق وآخر آخر
أأنت ابن من فيه العوالم تزدهي ... ولم يبق في إرساله شرك كافر