خوف القال والقيل، وصرفت أوقاتي للإضاعة حتى في المقيل، وأروم من واهب النعم، ومسدي الخير ومسدل الكرم، أن يهبني لطفاً في مسعاي والأمور، وعوناً في نظام الجمهور، إنه خبير بصير، وإليه المصير. وكان هذا الشغل الشاغل سبباً أعظم لتأخير المراسلة، والاستخبار من الأستاذ عن إتمام التراجم وتحصيلها، والآن بادرت لنسخ هذه الأسجاع، بيد اليراع، وحررته عجلا، ورقمته خجلاً، فالمأمول تبييض مسودات التراجم، وإرسالها حتى تكمل بها مادة التاريخ، وبحسن توجهاتكم القلبية، مع هذه الأشغال الدنيوية، بلغ من التراجم نحو ثلاث مجلدات ضخام، ونحوها وزيادة باقية في المسودات، هذا ما عدا تراجم أبناء العصر وشعرائه الذين في الأحياء، ومن نظمتني وإياه الأقدار وامتدحني بنظام أو نثار، فتراجمهم وآثارهم مجموعة بمجلد آخر، وعلى كل حال فالأستاذ له الفضل التام، في هذا المقام، وإن شاء الله تعالى بآثاره يتم الكتاب على أحسن نسق ونظام، وجل القصد أن يكون هذا الأود المحب مشمولاً بالأدعية الصالحة، لتنطق بالثنا منه على كل جارحة، والمأمول ستر عواره المتبادر، والإغماض عما أظهره الفكر القاصر، والذهن الفاتر، وألقته أفواه المحابر، على صفحات الدفاتر، ولك الثناء العاطر، والسلام الوافر، والشوق المتكاثر، من القلب والخاطر، ما همى وادق، وذر شارق، وصدح يمام، وناح حمام، وسح ركام، وفاح خزام والسلام. وتاريخه في أواخر ربيع الثاني سنة مائتين وألف. انتهى كلام الرسالة قال الجبرتي رحمه الله تعالى وما أدري ما فعل الدهر