إمارة حج البيت في سالف العصر ... هي المنصب الأعلا وحقك في مصر
وخدمة وفد الله جل جلاله ... هي النعمة العظمى لمغتنم الأجر
تنافس فيها الأولون وعظموا ... إمارتها في الخافقين مدى الدهر
وقام بها الأهلون وافتخرت بها ... ملوك بني عثمان في البر والبحر
وهان على الحجاج من فقد مالهم ... وما عندهم إنفاقه أنفس العمر
وطاب لهم نوم العقتقل بعد ما اس ... تراحوا على تلك الأرائك القصر
ولذ لهم بعد الفرات ودجلة ... ونيل الهنا شرب الأجاج مع المر
وصاموا وهاموا في جمال حبيبهم ... وظلوا سكارى لا بكأس ولا خمر
وأفلتهم صوت المنادي فأعلنوا ... إجابته في عالم الغيب والذر
وفي عالم الملك المشاهد طلقوا ... منامهم شوقاً إلى البيت والحجر
وشدوا على العيس الرحال وأخلصوا ... سرائرهم لله في السر والجهر
وساروا وزند الشوق بين ضلوعهم ... له شرر أذكى لهيباً من الجمر
وخلوا ديار الأنس بعد مسيرهم ... يغرد فيها بليل الدوح والقمري
وفيها من الغادات كل خريدة ... إذا ابتسمت تغنيك عن طلعة الفجر
وحجوا وطافوا البيت سبعاً وعرفوا ... وزاروا رسول الله ثم أبا بكر
وعادوا إلى الأوطان ليس عليهم ... ذنوب ولا إثم كما جاء في الذكر
وفي عام ألف تم، ثم ومائة ... وأربعة من بعد تسعين في الحصر
تولى أمير الحج مفرد عصره ... كريم السجايا ذو المهابة والفخر
أمير اللوا كنز الصفا مصطفى الوفا ... مبيد العدى بالمرهفات وبالسمر
بديع الحلى مولى الأمير محمد ... أبى الذهب المحفوف بالعز والنصر
أمير اللوا من كان سلطان عصره ... فريداً وحيداً بالتكلم في مصر
وكان كبدر التم في أفق العلا ... وكان هلال السعد في غرة الدهر
فسار على نهج العلا مصطفى الوفا ... وشيد أركان الإمارة بالفخر