هذا وإنه في سنة أربع وثمانين في أيام ولاية المرحوم راشد باشا قد فصل إفتاء الشام عن المرحوم أمين أفندي الجندي، ووجه إلى المترجم، وفي سنة تسع وتسعين أضيفت له أيضاً مديرية معارف الولاية الجليلة، وأول رتبة وجهت إليه باية إزمير المجردة، سنة اثنتين وسبعين، وفي سنة إحدى وتسعين بدلت برتبة البلاد الخمس، مع الوسام المجيدي، من الطبقة الثالثة، وفي سنة ست وتسعين رفعت درجة لكي تكون موصلة لباية الحرمين الشريفين، وأعطي النيشان العثماني من الطبقة الثالثة أيضاً، ثم وجهت عليه رتبة الحرمين الشريفين سنة تسع وتسعين. ثم في سنة ألف وثلاثمائة وجهت عليه باية استانبول مع النيشان المجيدي من الطبقة الثانية، مع أنه في اصطلاحهم من مقتضى الباية المذكورة أنها لا تعطى لمن يكون خارج الآستانة، وارتفع قدره ومقامه، وشاع ذكره واحترامه، وتعاظم جاهه وإن كان به بخيلا، وزاد إقباله عند الناس وإن كان لا يعد من سواه إلا ذميماً قليلا.
ومن تآليفه تفسير القرآن الكريم بالحروف المهملة سماه درر الأسرار، وكتاب في اللغة سماه دليل الكمل إلى الكلام المهمل ومنظوم غريب الفتاوى، والفتاوى المحمودية نثراً في أربع مجلدات، ونظم الجامع الصغير للإمام محمد في ثلاثة آلاف بيت، ونظم مرقاة الأصول لملا خسرو، والنور اللامع في أصول الجامع، والقواعد الفقهية، والطريقة الواضحة إلى البينة الراجحة، والتفاوض في التناقض، ورفع المجانة في حكم الغسل في الإجانة ورفع الستور عن المهاياة في الأجور، ورفع الغشاوة عن أخذ