للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العثمانية عموماً برفع البيارق وكانت سناجق السفن الحربية السلطانية مكللة بالاسم السامي الهمايوني تموج بنسائم العظمة والشان على هام البشر والسرور، ونادى المنادي على رؤوس الأشهاد، بجلوس ذي السلطنة والإسعاد، فكل من سمع هذه المناداة من التبعة العثمانية بادر إلى الباب السر عسكري، وبمقتضى المساعدة السلطانية السنية لم يجر على أحد رسوم الأبعاد، إلى أن جرت البيعة العامة السلطانية للمترجم المرقوم، ففي الوقت ارتفعت الأصوات بالدعوات المجابات، من ذوي العلوم المجتمعين في الديوان خانه العسكرية، بالأصوات المرتفعة، فنهضت الذات السلطانية في الحال لمحل الدعاء بذاته، وتلا من جملة الحاضرين لفظة آمين ثم إنه نظر إلى العموم بعين البشر والسرور، وأبدى التسليمات المفرغة على الحاضرين أنواع التلطيف، ثم إنه بعد ذلك خرج من الدائرة التي حصلت بها البيعة، ومعه الصدر الأعظم والسر عسكر ومدحت باشا، وكان صدى أصوات العساكر وطلبة العلم وعموم الأهالي بقولهم فليعش سلطاننا سنين عديدة، ولا زال الأمر كذلك إلى أن ركب العربة، ومنذ قيامه من الباب السر عسكري إلى أن شرف بالوصول للسرايا، الهمايونية كانت الأهالي في الطريق تكثر التهاليل وتهتف فليعش سلطاننا كثيراً، وكان يحيي الجميع بالسلام.

ولما شرفت عظمته بالوصول إلى سرايا بشكطاش استقبلته الخدمة الخاصة الواقفة بموقع التعظيم هاتفة بالدعاء القديم الذي هو ما شاء الله، عش سلطاننا بدولتك كثيراً ثم نصب التخت العثماني في مكان الديوان، والموسيقى الهمايونية أخذت تصدح بلذيذ الألحان، وأتباع الحضرة السلطانية مصطفة بالترتيب والاتقان، فأجرى جميع الحاضرين من الوكلاء وغيرهم والأفندية والبطاركة

<<  <   >  >>