للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خصوصاً شيخنا وأستاذنا العلامة البطل الهمام، خاتمة المحققين بالاتفاق، أوحد الأئمة المجتهدين الحذاق، أستاذنا الشيخ علي الصعيدي العدوي، وناهيك به من شاهد، وكل ألف لا تعد بواحد، فهو مؤلف جدير بأن يثنى عليه، وحقيق بأن تشد الرحال إليه، كيف وهو صياغة نبراس البلاغة، وفارس البداعة والبراعة. الذي قلت فيه حين قدم فرشوط بلدتنا:

قد حل في فرشوطنا كل الرضى ... مذ جاءها الحبر النفيس المرتضى

أكرم به من طود فضل شامخ ... من نسل من نرجو همو يوم القضا

جاد الزمان بمثله فحسبته ... من أجل هذا قد يعود بمن مضى

عجباً لدهر قد يجود بمثله ... ورواؤه قدماً تولى وانقضى

أحيا فنون العلم بعد فنائها ... وأزال غيهبها بتحقيق أضا

لا سيما علم اللغات فإنه ... قد شيد الأس الذي منه نضا

أمست به فرشوط تفخر غيرها ... وتبلجت أقطارها حتى الغضا

لما تولى ذاهباً من عندنا ... فكأن في أحشائنا نار الغضا

وقد اجتمع السيد السند العظيم بأمير المنهل العذب الرحيق الذي قصد من كل فج عميق كهف الأنام، الليث الهمام، شيخ مشايخ العرب الشيخ همام لازالت همته هامية، ودواعيه إلى فعل الخير نامية، فأحله من التعظيم لمكانه الأقصى، متأدباً معه بآداب لا تعد ولا تحصى، وهو جدير بذلك:

فما كل مخضوب البنان بثينة ... ولا كل مسلوب الفؤاد جميل

أعاد الله علينا من بركاته وصالح دعواته، في خلواته وجلواته، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

قائل هذا النظم والنثر العبد الفقير، إلى مولاه الغني القدير، علي بن صالح بن موسى الشهير بالشاوري جنبه الله شرور نفسه، وجعل يومه خيراً من أمسه، والله ولي التوفيق انتهى.

وقال سيدي الجبرتي في ترجمته للمترجم المرقوم وكتب للمرحوم الوالد يسأله الإجازة والتقريظ بقوله:

<<  <   >  >>