للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإمداد، فدونكها إجازة خاصة، على مدارج كمالاتك ناصة، كأنها عروس جليت بالتاج، وحليت بأفخر ديباج، ولولا مخافة طول العهد، والتماس السعد في الحث على إنجاز الوعد، بتنضد تاج الملفقات، لكانت مفلقات الكلم المتفرقات، بغيث ذكركم المنسجم مجلدات، فهي بطاقة تحمل في كل كلمة غريدة بان، وتنفث السحر في عقد البيان، فامتط غارب سنامها، واهتصر ثمرات نظامها، دمت لذروة المعالي متسنماً، ولأنفاس رياض السعادة متنسماً آمين.

أقول: والشيخ محمد بدير المذكور، هو الآن فريد عصره في الديار المقدسة، يبدي ويعيد ويدرس ويفيد، بارك الله فيه مدى الأيام، وامتع بوجوده الأنام آمين.

وللمترجم أشعار كثيرة جوهرية النفثات صحاح، وعرائس أبيات ذات وجوه صباح، منها قوله من قصيدة يمدح بها الأستاذ العلامة شمس الدين السيد محمد أبا الأنوار بن وفا أطال الله بقاه، ويذكر فيها نسبه الشريف منها:

مدحت أبا الأنوار أبغي بمدحه ... وفور حظوظي من جليل المآرب

نجيباً تسامى في المشارق نوره ... فلاحت بواديه لأهل المغارب

محمد الباني مشيد افتخاره ... بعز المساعي وابتذال المواهب

ربيب العلا المخضل سيب نواله ... سماء الندى المنهل صوب السحائب

كريم السجايا الغر واسطة العلا ... بسيم المحيا الطلق ليس بغاضب

حوى كل علم واحتوى كل حكمة ... ففات مرام المستمر الموارب

به ازدهت الدنيا بهاء وبهجة ... وزادت جمالاً من جميع الجوانب

مخايله تنبيك عما وراءها ... وأنواره تهديك سبل المطالب

له نسب يعلو بأكرم والد ... تبلج منه عن كريم المناسب

وهي طويلة ذكرها في خاتمة رفع نقاب الخفاء. ومن كلامه في مدح المشار إليه قوله:

<<  <   >  >>