زار عن غفلة من الرقباء ... في دجى الليل طيف حب نائي
يا لها زورة على غير وعد ... نسخت آيها ظلام النائي
بت منها منعماً في سرور ... ومحا نورها دجى الظلماء
وتجلى إشراقها بوصال ... مهديا للقلوب كل هناء
ويقول في مديحها:
عمدة ماجد مكنى أبا الأن ... وار رب الفخار نجل الوفاء
أشرف العالمين أصلاً وفصلاً ... مفرد العصر نخبة الأصفياء
ويقول فيها:
أشرقت في قلوبنا من سناه ... نيرات بهية الأضواء
هو روح الإله في كل مجلى ... هو تاج الجمال للعلياء
هو بدر البدور في كل أوج ... هو نجم الهدى وشمس الضحاء
هو باب المنى فتحاً ونصراً ... منه تمت مظاهر النعماء
هو رجائي وعدتي ونصيري ... واعتمادي في شدتي ورخائي
ومدحه صاحبنا يتيمة الدهر، وبقية نجباء العصر، الناظم الناثر السيد إسماعيل الوهبي الشهير بالخشاب، بهذه القصيدة الغراء اللامية وهي:
ذاك المحيا وذاك الفاحم الرجل ... با آبلبي وتلك الأعين النجل
وبي غزالاً إذا شمس الضحى أفلت ... أراه شمساً وجنح الليل منسدل
أغن أغيد وضاح الجبين له ... خد أسيل وطرف كله كحل
نشوان لم يحتسي صرفاً مشعشعة ... لكنه بالذي في ثغره ثمل
أقام في كبدي الوجد المضر به ... حتى تحلل فيما تسفح المقل
وفي الجوانح أذكى صده حرقاً ... تكاد من حرها الأحشاء تشتعل
حملت فيه الذي تعي الجبال به ... وما لقيس بما قاسيته قبل
كم بت فيه وأشواقي تؤرقني ... ودمع عيني على خدي ينهمل
وعاذل جاء يلحاني فقلت له ... دعني بمدحي إمام العصر أشتغل